بايسنجور بنوفسكي.. القائد الذي أرعب الروس في الشيشان
بنوفسكي..أسطورة الإسلام في الشيشان
اعتاد كثير من الناس اليوم عندما يسمعون كلمة الأسطورة أن يتجه ذهنهم مباشرة إلى ممثلين ومؤثرين يسوّق لهم الإعلام، بينما تغيب عنهم أساطير حقيقية صنعت المجد بالـدم والجراح والإيمان.
لم يعرفوا أن في تاريخ الأمة رجالًا لا يمثلون البطولة, بل يصنعونها.
رجال لا يصنعهم الضوء, بل يصنعهم الجهاد والصبر والثبات.
أسطورتنا ليس ممثلًا ولا مطربًا، بل رجلًا واجه جيوشًا وحده، وقـاتل وهو مصاب بــإصابات تكفي لإقعاد عشرة رجال.
رجل لم تهزمه العاهات ولا السجون ولا الجراح.
رجل كانت كل خطوة يخطوها إعلانًا أن الشجاعة أكبر من الجسد وأقوى من الألم.
إنه البطل المرابط الشيشاني (بايسانجور بنوفسكي).
هذا البطل هو الرجل الذي قال عنه الشيشانيون: إذا تراجع كل الرجال، بقي بنوفسكي.
وكان الإمام شامل الداغستاني يقول عنه : بنوفسكي هو بصري وذراعي في المعارك.
لم يكن جنديًا عاديًا، بل كان حارسًا روحيًا للإمام، وقائدًا لـــمقاتلي بنوي، وصوتًا يحرّك الجبال ويجمع الرجال من قرية إلى قرية استعدادًا للــجـــهــــاد ضد الاحتلال الروسي.
في معركة (جيرجبيل) قاد 218 رجلا فقط ضد 13 ألف جندي روسي.
قاتلوا من وادٍ إلى جبل، حتى ظن الروس أنهم أمام آلاف من الجنود، وسقط منهم في تلك المعركة 3000 جندي.
وفيها فقد بايسانجور عينه اليسرى، لكنه ظل يقاتل وهو يستند إلى جذع شجرة، رافضًا التراجع أو الاستسلام.
ثم فقد ذراعه اليسرى في معركة أخرى، فـــربط عضده ب قطعة قماش وعاد يقاتل في الصفوف الأمامية.
وأصيب في قدمه إصابة تمنع أغلب الرجال من الوقوف، لكنه ظل يجرّ قدمه ويهجم على الروس حتى كانوا يفرّون من صرخته.
وأُسر مرة، وعاد بعد الإفراج عنه بــأيام معدودة لـــيجمع الرجال لـــمعركة جديدة.
وفي معركة سالتو الخالدة ربط نفسه بـــ الفرس حتى لا يتراجع خطوة واحدة، ودخل مع 400 مرابط فقط في مواجهة فيلق روسي من 40 ألف جندي.
تراجع بعض الرجال قليلًا، فصرخ فيهم بــــ الشيشانية : أنتم تقاتلون لله, فكيف تخافون من مخلوقاته.
فـــعادوا للـــصفوف، واحتدم القتال، وسقط من الروس قرابة 6000 جندي.
ولم ينجُ من جيش رجالنا إلا 9 فقط، ومع ذلك رفض (بايسانجور) الاستسلام، وقال ساخرًا : لقد حاصرونا, وهذا يعني أن الطريق إلى الله أصبح أوسع.
وانطلق يخترق صفوفهم وهو يُكَبِر.
استشهد في تلك المعركة ابنه وثلاثة من أبناء عمومته وأخوه الأصغر، وبقي هو يقاتل حتى آخر رمق.
وفي الثالث من شعبان 1277هـ (1861م) أُسر وهو مربوط على حصانه بعد نفاد ذخيرته، وأُعدم شنقًا في السبعين من عمره بعد ثمانية وعشرين عامًا من الرباط.
رحم الله الأسطورة الحقيقي الذي أذلّ الروس ورفع راية الإسلام في جبال القوقاز.
أسطورتنا المجاهد بايسانجور بنوفسكي, رجل يعلّم الدنيا أن البطولة فعل وليست شهرة، وأن الرجولة موقف وليست تمثيلًا..فالمجاهد لا يرضى إلا بالعزة، ولا يعرف للذل سبيلا
علّموا سيرته للأجيال لعل الله يرزق الأمة يومًا رجلًا يشبهه
#نقاش_دوت_نت
بنوفسكي، راية الإسلام، جبال القوقاز، الروس، الشيشان
