وجهة نظر

المقارنة، في العموم، بين شخصٍ وآخر، حالةٌ من الهوس، وسببٌ من أسباب الأمراض النفسية والمجتمعية.

المقارنة الوحيدة المحمودة هي التي تكون بين المرء وذاته؛ لقياس تطوّره الشخصي والفكري.

فالتجارب الإنسانية، ومن ضمنها التجربة الأدبية، حالةٌ خاصةٌ جدًّا لا تتشابه ولا تتكرّر؛ لذلك لا مجال للمقارنة.

فالأولى أن يصنع كل إنسان قصته الخاصة، التي تتماشى مع مجتمعه وزمنه وشخصيته.

_لكل إنسان بصمة لا تتكرر ولا تتشابه مع غيره. كذلك الكاتب، لا بد أن يكون له أسلوب خاص ومختلف، أن تكون له بصمة واضحة ومميزة، و لديه مشروع وهدف؛ حتى لا يصبح مجرد شبح مموه من الآخرين. إذا لم تكن لك بصمة، فأنت غير موجود. فافتح بابك الخاص على الحياة. 

  الفرق بين مجموعة من المفاهيم

أولا الاختلاف

في الاختلاف تظل هناك مساحة آمنة بين الناس، مساحة الإيمان بالحرية واحترام رأي وفكر الآخر، وهذا بالطبع قمة التحضر.

لكن

عندما تُغتصب تلك المساحة، يظهر تعريف آخر قاسٍ صلد،

وهو الخلاف..الخلاف الذي يُخرج الكلام من إطار النقاش وتبادل الأفكار إلى الجدل العقيم، ويُضيّع الوقت،ويصبغ التواصل بصبغة التطرف الذي يمكن أن يصل إلى أشد أنواع العنف. وأيضا من المفاهيم الهامة جدا مفهوم.

الشك.

الشك مباح في كل نواحي الحياة،وقد يكون أمرًا ضروريًا جدًا ومشروعًا.

فالشك يقود إلى البحث والتعلّم والتدبّر وإعمال العقل البشري إلى أن يصل إلى الاقتناع والرضا والإيمان،أو الرفض والتغيير للأفضل.

أما التشكيك 

فهو على العكس تمامًا، ويُعدّ التشكيك هدمًا قاسيًا لكثير من الأفكار

بلا أرض تتيح البديل أو تُصلح الخطأ إن وُجد،

ويُعدّ التشكيك فعلًا مُغتصبًا لكل فكر ولكل دين،

وليس له غرض إلا هدم ما تم بناؤه وفقط.

وأخيرا أقول:

نحن نتقبّل الشك والاختلاف،لكن التشكيك والخلاف نرى أنهما منهج أصحاب المصالح وضد كل ما يدفع إلى التقدم والتطور البشري. ونؤكد أن في جميع الأزمان نجد من يدعو، في ظاهر كلامه،للحرية والاحترام والشك الإيجابي،لكنه في حقيقة الأمر يُشكّك بفجاجة، ويفرض رأيه بشكل سلطوي دكتاتوري.

فالحذر،كل الحذر من هؤلاء، لأنهم معاول هدم لا ولن ترحم أحدًا.وحتى نواجه هذا الجيش الجاهل،لا بد أن نتسلّح بالعلم والمعرفة والثقافة،والقدرة الدائمة على تقبّل الآخر

مهما كان حجم الاختلاف بيننا،وأن ننشر ثقافة الحب والمحبة لتزهر الأرواح بالجمال.

#نقاش_دوت_نت 

المقارنة، التجارب الإنسانية، الاختلاف، التشكيك