من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

مشيناها خطى

سعيد إبراهيم زعلوك
مشيناها خطى


لم تكنْ طريقًا…

كانتْ همسَ ظلٍّ

يتقدّم بنا

كلّما أبطأنا،

ويبتعدُ

كلّما حاولْنا الإمساكَ

بحدودِه.


نمشي…

وكأنّ الأرضَ تُبدّلُ ملامحَها

تحت أقدامِنا،

تُخفي حجرًا

وتكشفُ أخرى،

ثمّ تُلقي في الهواءِ

إشارةً خفية

تدفعُ القلبَ إلى المتابعة.


وكان الوقتُ

ينسلُّ من أصابعِ الروح

كالرمل،

ويتركُ فينا

آثارَ عبورٍ

لا نعرفُ أهو لنا

أم لطيفٍ أسبقَ منّا

يمشي بنا

ويريدُ أن نصل

حيثُ لا نعلم.


وتمضي الخطى…

كما لو أنّ وراء كلّ تعبٍ

نافذةً لا يُرى منها شيء،

إلا صوتٍ خافتٍ

يُذكّرنا بأنّ شيئًا ما

ينتظرنا

ولكنه لا ينطقُ باسمه.


نمضي…

ولا شيء يضمنُ وصولنا،

ولا شيء يختصرُ الطريق،

فما بين كلّ خطوةٍ وأخرى

ظلٌّ يهمسُ

وضوءٌ يلوحُ

لكنّه بعيد…

كأنّ الرحلةَ

هي نفسها الغايةُ،

والسيرُ

هو وحده القربُ من المجهول.


#نقاش_دوت_نت 


همس ظل ، إشارة خفية ، آثار عبور