من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

ينبوع السعادة

دانية الخوتاني
ينبوع السعادة



الحياة اختبار متنّوع الأوجه، كلّما عبرت من أحدها استقبلك آخر، وهي بين صعود وهبوط، فمرّة تواتي الظروف وتشرق بالأمل، ومرّة ترمي بك على ضفاف الحزن، وخيبة الأمل، وغاية الإنسان سعادة الدارين، ولكنّ الأولى منهما تصفو وتكدر، واستجابة الخلق لكلّ ذلك متباينة بقدر نفوس الخلائق ... والبشر هم البشر، سواء كانوا رسلاً وأنبياء، أم من بقيّة الخلق، يشتركون في سمة التقلّب النفسيّ.

‏"الحياة التي تحلم بها، هي خارج منطقة راحتك".


التمسك بمنطقة الراحة هو النقيض تماماً لفكرة التغيير، لا يمكن لأي تغيير إيجابي أن يتحقق من دون الخروج من منطقة الراحة ولو على أطراف أصابعك!


٥ نقاط ممكن تشجعك على الخروج من منطقة الراحة:


-فكّر في المزايا والفوائد التي تنتظرك خارج منطقة راحتك.

-قلل من أهمية شعورك بالراحة ووجّه انتباهك إلى خسائر وأضرار عدم السعي والمحاولة والبقاء في مكانك لسنوات.

-تخيل وضعك إذا استمريت على وضعك الحالي لسنوات.

-ابدأ بخطوة صغيرة كل يوم واحتفل بإنجازاتك.

-عوّد نفسك على خوض تجارب جديدة بحيث لا تعتاد على روتين واحد مريح يصعب عليك الخروج منه.


الخروج من منطقة الراحة يصاحبه شعور الخوف؛ 

لا تعتبر الخوف سبب للتوقّف بل حافز لاستثارة الفضول والنمو

ويرسم لنا القرآن الكريم صوراً من مواجهة أنواع البلاء، فموسى عليه السلام يفرّ خائفاً، ويدخل مصر خائفاً، ويواجه فرعون خائفاً، وهو ذو فتوّة وقوّة، ونتعلّم معه أنّ ظاهرة الخوف والقلق ظاهرة طبيعيّة، وأنّ الإنسان يتكيّف في مواجهتها، وكلّما ارتفع رصيد الإنسان في القرب من الله، كلّما زادت فرصته في مواجهة تلك الظاهرة المتكرّرة من خيبات الأمل، وبناء تلك الصلة بالله التي تعين الإنسان هي ابنة ذلك الحضور العميق مع الله، الذي يتجاوز سطح العبادات المقرّرة، إلى عمق روحها وجوهرها، وهو فنّ شاقّ لأنّه تأمّل عميق في سرّ الوجود يعبر بالإنسان من دار الفناء إلى دار الخلود، وهو بعد لم يغادر ضجيج الحياة وتجاذباتها، ذلك مبتغى العارفين، وكلّ تقف به ركائبه في مقام من المقامات، فاللّهمّ اجعل حظّنا منها وافراً، وطريقنا إليها مجاهدة ممّا يتناسب مع طبائعنا، فنعمّر الدارين، ونرتوي من ينبوع السعادة الحقّ، وأنت أرحم الراحمين.


#نقاش_دوت_نت 

منطقة الراحة، ضفاف الحزن، أنواع البلاء، سر الوجود