أطروحة دكتوراه تناقش نجاح الإرهابيين في تحويل العنف إلى فن تراجيدي
"مسرحة الإرهاب: مشاهد الغلبة العنصرية من الإسلاموفوبيا المأساوية (دراسة الأداء).
نوقشت مؤخرا رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثة منى عبد الرحمن شريف الشيخ إلى قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، بكلية الآداب، جامعة القاهرة.
تُقدم هذه الرسالة تحليلاً نقديا متعمقاً لظاهرة الإرهاب الحديث من منظور الدراسات الأدائية (Performance Studies).
ترى الباحثة أن العمليات الإرهابية المعاصرة ليست مجرد أعمال عنف عشوائية، بل هي "عروض مسرحية مُصممة بدقة" (Choreographed Spectacles) تهدف إلى تحقيق أقصى قدر من العلانية ونشر الأيديولوجيات المتطرفة. وتعتبر الرسالة أن "مسرحة" الإرهاب تمثل خطورة تفوق الفعل الإرهابي ذاته؛ نظراً لآثارها النفسية العميقة والعالمية على المشاهدين.
تعتمد الرسالة على تحليل ثلاث حالات دراسية رئيسية لإرهاب "سيادة البيض" والنازيين الجدد ضد المسلمين:
الفصل الأول: مجزرة النرويج (أندرس برييفيك 2011):
* تُحلل الباحثة الهجوم بوصفه"عرضًا ضخمًا" (Megaspectacle) يتكون من أربعة فصول: الانفجار، والمجزرة، والمحاكمة، والسجن
وقد استخدمت الباحثة نظرية ميشيل فوكو "مسرح الرعب" لتفسير كيف حاول الإرهابي ممارسة "حق العقاب" السيادي ضد التعددية الثقافية.
الفصل الثاني: مجزرة كرايستشيرش (برينتون تارانت 2019): تُحلل الباحثة الهجوم بوصفه تطبيقا عمليا لنظرية "مسرح القسوة" لأنطونين أرتو.
وتكشف الباحثة عن الدور المحوري لـ ألعاب الفيديو العنيفة في تدريب الإرهابي على تقنيات مسرحية متطورة (مثل التصوير من منظور الشخص الأول، استخدام أضواء "الستروب"، وتنسيق جثث الضحايا كرموز هيروغليفية).
الفصل الثالث: احتجاجات رابطة الدفاع الإنجليزية (EDL): تُحلل الباحثة "أعمال الشغب الطقسية" (Ritualized Riots) والعروض في شوارع بريطانيا، بخاصة أحداث عام 2024.
كما استخدمت المنهج "السيميائي" لتفكيك الشفرات المسرحية (الأقنعة، والوشوم، والأناشيد) التي تهدف لتشويه الهوية الإنجليزية وجعلها معادية للإسلام بشكل طقسي.
وتوصلت الباحثة إلى نجاح الإرهابيين في تحويل العنف إلى "فن" تراجيدي يثير "الشفقة والخوف" (وفق أرسطو) للتلاعب بالجمهور العالمي، وكذلك إلى تكريس فكرة "الصراع الدائم" بين الحضارات.
وتوصي الباحثة بضرورة التوقف عن بث هذه "الاستعراضات المرعبة" في وسائل الإعلام، والاستثمار بدلاً من ذلك في "عروض بديلة" تحتفي بالسلام والتعددية الثقافية والاندماج.
كما دعت الباحثة في ختام دراستها إلى تطبيق هذا المنظور الأدائي لتحليل "إرهاب الدولة" والممارسات الصهيونية في الشرق الأوسط بوصفها شكلا متطورًا من الاستعراضات المسرحية العنيفة.
وتشكلت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من:أ.د. آمال مظهر، مشرفا ورئيسا،أ.د. مصطفى رياض، مناقشًا،أ.د. أريج إبراهيم، مناقشًا،أ.د. دينا أمين، مشرفًا مشاركا.
#نقاش_دوت_نت
الإرهاب الحديث ، الأيديولوجيات المتطرفة، مجزرة النرويج، مسرح الرعب
