تهديدات تيتييه
عز الدين عقيل
صرخة بملء حنجرتي بوجهك يا تيتيه .. طالما
أنه لا يبدو أن هناك نهاية للضحك المجلجل على ذقوننا .. ولا نهاية لمد موجات الاستهزاء بنا !!
في أحدث تصريحاتها المنشورة مؤخرا .. قالت تيتيه (( سأقترح على مجلس الأمن آلية جديدة لحل الأزمة الليبية غير مجلسي النواب والدولة .. إذا فشل المجلسين بتلبية ما عليهما من التزامات)) .. وتقصد طبعا التزامات خريطتها !!!
*******
شخصيا لا أستطيع أن افهم من هذا التهديد .. إلا أن هذه التيتيه تتوعدنا بابتلائنا بصنع نظام سياسي جديد بحال فشل المجلسين بما تراه ملزمين بالنجاح فيه .. وكأنها من وراءها قادرون على إنتاج أنظمة سياسية صالحة .. او كأننا نحن الليبين لم نختنق بعد حتى الموت .. من الأنظمة الأجنبية الفاسدة و الغادرة التى ما فتئت تنهال على رؤوسنا كما الصواعق الحارقة .. منذ عامهم المشؤوم ذاك !!
بيد أنه .. ولأنك يا تيتيه .. إما أنك ممثلة بارعة .. واما أنك فاشلة فعلا .. حد أنك لا تدركين .. ولا حتى أين تقفين أصلا .. فها أنت تحاولين الظهور أمامنا بمظهر من تعرف بأن من تهدديننا بأنك ستقترحين عليهم صناعة نظامك الجديد لنا .. إنما هم انفسهم الرعاة الأساسيين والمفتونون حد العشق بالنظام السياسي الذي تهددي .. باقتراح إجثتاته عليهم :
فأنا لا أدري يا تيتيه .. إن كنت تمثلين فعلا .. أم أنك لا تدركين حقا .. بأن هؤلاء الذين تهدديننا بهم هم أنفسهم الذين مددوا وبشرعية أجنبية (يسمونها الشرعية الدولية ) .. لوجود مجلس النواب في الصخيرات .. وتركوا عقيلة يحكمه منفردا حتى ساعتك هذه !!
وأنا لا أعلم فعلا أنك تمثلين فعلا .. أم أنك لا تدركين حقا بأن هؤلاء (الذين تنذريننا بلجوئك إليهم لابتلائنا بنظام سياسي جديد ) والذين ستخاطرين بمستقبلك المخملي معهم .. بحال اقترحتي عليهم ما ذكرتي فعلا .. إنهم هم أنفسهم الذين خلقوا المسخ المسمى (بمجلس الدولة) العرفي في الصخيرات .. والذي جاء مكافأة منهم لمن اشعلوا حرب الخراب و الغدر والعدوان والقضاء على استقلال وسيادة البلاد .. المسماة بحرب فجر ليبيا .. والتى لم تكن إلا حرب ليل ليبيا الأشد طولا و حلكة واظلاما !!
وأنا لا أعرف فعلا إن كنت تهرجين أم أنك تجهلين حقا بأن هؤلاء .. (الذين تهدديننا بأن تشكي مجلسينا لهم ) .. هم أنفسهم رعاة المجلسين .. بل و كما ترعى الأم الرؤوم رضيعها !!
فهؤلاء يا تيتيه هم الذين منحوا شرعيتهم الدولية مجددا للمجلسين .. ضد إرادة الليبيين جميعا .. في برلين أيضآ .. ولسنوات مايزال الليبيون يقاسون ليلها الكالح الطويل !!
وما يحيرني فعلا .. من حيث إذا ما كنت تمثلين بشأنه .. ( أو أنك عاجزة عن إدراكه فعلا ) .. وإن كانت الأولى أقرب إلى الواقع .. فهو حقيقة أنه بوجود واستمرار هذين المجلسين استطاع من تهدديننا بأنك ستوشين بمجلسينا لديهم .. أن يضمنوا :
- تواصل انقسام ليبيا وتشرذمها وتمزقها السياسي والعسكري والتكنوقراطي .. بل إن هؤلاء الذين تهدديننا بهم .. هم الذين أجهدوا انفسهم بالتأسيس لهذا رسميا بخلقهم للمسخ المسمى بمجلس الدولة العرفي .. المكون من تحالف جهوي أيدلوجي .. وذلك مكافاة لهذا التحالف على تنفيذ انقلاب سياسي إجرامي مزق البلاد شطرين .. و أضرم النار بمطار وطائرات يقدران بعشرات المليارات !!
- وأنه ببقاء هذين المجلسين ضمن هؤلاء ( الذين تهددين المجلسين بهما ) دوام الانقسام الحكومي والمؤسسي .. الذي يعني دوام تواصل غياب سيادة الدولة وهيبتها .. الذي مكنهم من السيطرة الكلية على المليشيات برمتها .. وعلى المؤسسات الأربع الأكثر حيوية في البلاد وهى :
(( البنك المركزي ، ومؤسستي النفط والاستثمار ، والمفوضية العليا للانتخابات )) ، وهو ما يسر لهم دوام السيطرة على مصير البلاد ، واحراقها بالحروب العبثية متى شاؤا ، ونهب مواردها ، ونشر قواتهم ومرتزقتهم فوق ترابها .. ورشق قواعدهم العسكرية على أرضها !!
- كما أن وجود هذين المجلسين هو الذي ضمن لهؤلاء مواصلة انتهاكهم وإنهاكهم للبلاد حتى ( تمد الأربعة ) وتسلمهم نفسها وهى طائعة راغبة !!
وعليه اعلمي يا تيتيه .. أننا نعرف أولا .. أنك لا تملكين هذه الآلية .. التى تهددين بها أصلا !!
واعلمي ثانيا .. أنهم لن يسمحوا لك بالوصول اليها حتى ولو حاولت !!
بل واعلمي ثالثا .. بأن اول يوم تتجرأين فيه على عقد أول اجتماع للبحث بآليتك المزعومة هذه .. أو نظامك السياسي المفترض .. سيكون هو نفسه أول أيام دقك لأول الأسافين بنعش عرشك المخملي .. وأنه سيكون أولى أيام نهاية معيشة الرفاهية التى تعيشينها على حسابنا !!
فقط تجرئي على فعل هذا يا تيتيه .. وسيأتيك الجواب ممن هددتي باللجوء لهم .. بل .. و قبل أن يرتد اليك طرفك !!
*******
وحتى يفهم الليبيون عمق الحمق والغرابة التى ينطوي عليها تهديدك .. تعالي نفكك مع هذا التهديد ، الذي سيكشف لهم حتما واحد من أمرين .. لا أستطيع الجزم بأيهما الأصح وهما :
إما أنك تمارسين علينا بتهديدك هذا قمة التهريج التمثيلي!!
وإما أنك تعانين من جهل مطبق بالتطورات المؤسفة الأخيرة والسيناريوهات المرعبة التى باتت تلبد سماء و مستقبل البلاد بغيوم موحشة .. وذلك بعيدا عن رومانسية عالمك المخملي الذي تعيشنه بقرية النخيل !!
ولأن هذه السيناريوهات الموحشة تكاد تكون معلنة .. والمسؤولون الأمريكيون لا ينفكون عن التصريح بها ليل نهار وعلى رأسها زيارة قائد الأسطول السادس الأمريكي التى هددنا فيها من فوق رصيف ميناء طرابلس بأنه قادم الينا بسلام القوة !!
فإن نتيجة التفكيك ستقودنا على الأغلب إلى أنك إنما تمارسين قمة التهريج التمثيلي على شعب لم يعد يخفى عليه شيئا مما يحاك له !!
ولعل النتيجة الأهم التى يمكن لتفكيك تهديدك للمجلسين أن يسفر عنها .. والتى نأمل أن تصلي إليها فعلا .. فهى جواب السؤال : من هو الذي كان عليك أن تشكيه للآخر فعلا !!؟
أن تشكي المجلسين لمجلس الأمن !!؟
أم تشكين لليبيين من سعي هذا الأخير لتدميرهم !!؟
ولعل أول ما سيقتضيه تفكيك تهديدك .. هو طرح السؤال :
ترك أى نوع من فشل المجلسين الذي قررت أنك ستأخذينه ذريعة لك لابتلائنا باقتراح نظام سياسي جديد على مجلس الأمن .. من أنظمتكم الفاسدة التى ما انفكت تحاصرنا بسوء منذ ذلك العام المشؤوم !!؟
ولعل ما أستطيع تأكيده هنا جوابا على هذا السؤال .. هو أنك حتما .. ولابد .. لا تقصدين الفشل العام الذي أظهره المجلسين مذ عرفناهما وحتى اليوم !!
لكون الفشل العام للمجلسين .. وانهيار كل مؤسسات البلاد إنما يعود برمته في الأصل والأساس إلى وجود بعثتكم أولا .. وإلى تدخلات المخابرات الأجنبية التى باتت تتنفس فوق ملف كل قرار من قرارتنا .. و أضحت تلتصق بكل قطعة من ثيابنا بما فيها ملابسنا الداخلية !!
إذا لطالما أنك لا تقصدين فشل المجلسين العام الممتد منذ سنوات .. والذي لا يهمك حتما .. فأى فشل هو الذي تقصدين هنا !!؟
إن المؤكد وغير القابل للشك هنا .. هو أنك تقصدين فشلهما المتصل (بخطتك الخزندعية) التى تدعين أنها صالحة لحل أزمة البلاد !!
أى أنك تقصدين بالفشل هنا .. فشل المجلسين .. بتنفيذ شرطى خطتك لإجراء الانتخابات ( وكأن اجراء الانتخابات هو الذي سيحل ازمة البلاد فعلا ) .. وهما :
- شرط : إعادة تشكيل مجلس المفوضية!!؟؟
- وشرط : اتفاق المجلسين على إطار دستوري لإجراء الانتخابات !!!؟
وهنا تحديدا نكون قد وصلنا فعلا إلى الحاجة الملحة إلى الشروع بتفكيك أسباب فشل المجلسين بتحقيق هذين الشرطين حتى اليوم .. بل والذي أبشرك وسأفسر لك (باستخدام الحجة والبرهان ) بأنه سيكون فشل مستمر .. فأسرعي بصناعة نظامك السياسي البديل .. إن استطعت !!
أو إن شئت اللعب بالنار والبنزين !!
ولعل أهمية الكشف عن مدى واقعية تهديدك من خلال تفكيك حقيقة شرطيك .. هي في أنه سيقودنا إلى معرفة إذا ما كان الفشل هنا : هو فشلك أنت فشلا بواحا بإطلاقك تصريحا أهوجا لا تدركين كنهه !!؟
أم أنه فعلا فشل للمجلسين .. الذين أصبحا .. وبعد أن فقدا طهارتهما باستبدال شرعيتهما الدستورية الشعبية .. بما يسمى بالشرعية الدولية الأجنبية .. مجرد صناعة خارجية خالصة .. بالية ومدنسة !!؟
*******
ولنبدأ بتفكيك شرطك الاول :
فماذا عن اشتراطك لإعادة تشكيل مجلس المفوضية كحكم قطعي .. قبل سماحك لنا .. أنت ومن وراءك .. بإجراء انتخاباتنا !!؟
دعيني أبدا تفكيك هذا الشرط بسؤالك :
هل تغيير عماد السائح ومن معه بآخرين .. مشمولا بملء المواقع الشاغرة بمجلس المفوضية .. هو الذي يمكننا فعلا أن نختزل فيه أزمة البلاد وأزمة ومعضلة إجراء الانتخابات !!!؟؟؟
وبحال كان جوابك بنعم .. فكيف يمكن لبلاد محتلة عسكريا احتلالا هجينا .. وأمنها واستقرارها (متقربع) على راسك ورأس القوى الأجنبية المتحكمة فينا ومواردها تهدر بالمليارات !؟
بلاد صار أهلها أقلية ديموغرافية وسط أعداد مروعة من بشر الهجرة غير الشرعية !!؟ وبلاد صار أهلها جياع من شدة الفساد والتضخم والتوحش الرأسمالي والسياسي والمليشيوي .. بلاد يُقتل أهلها ويموتون بأتفه الأمراض بسبب انهيار نظامها الصحي!!؟ وبسبب الفاحش للنظام الطبي الخاص المتوحش !!؟ بلاد عادت فيها الأمية بمعدلات مرعبة بسبب بسبب فقر الأهالي حد انعدام قدرتهم على تمويل تعليم أبناءهم المضاف اليه انهيار نظام التعليم أصلا !!؟
بلاد بات الصراع فيها بين موسكو وواشنطن هو الذي يحدد إذا ما كان يجب ان تتوفر السيولة النقدية لليبيين ام لا .. وهو الصراع الذي اختارت فيها واشنطن ان ترد الليبيين إلى عصر المقايضة لمجرد رعبها من كابوس تأهب موسكو لطباعة اى نقد جديد فور صدوره من المصدر !!؟
كيف يمكنك أن تتصوري بأنه مع كل هذه المصائب والكوارث على رؤوس الليبيين أنك قادرة فعلا على اقناعنا أيتها الفاشلة بأن تغيير عماد السائح ومن معه بآخرين .. وأن إعادة تشكيل مؤسسة فنية هى أشبه لجهة فنيتها بإدارة المرور .. هو الذي يعرقل حل أزمة البلاد وإجراء انتخابات فيها !!؟؟؟؟
هل تستطيعين أن تجيبني أنت وكل كوادرك : ما الضير في أن يقود عماد السايح نفسه ومن معه أى انتخابات قادمة في البلاد .. طالما أنكم تصرّون إصرارا على اقناعنا بأن هذه الانتخابات هى التى ستجعلنا سويسرا إفريقيا !؟
وهل تريدين أن تقولي بأن استمرار عماد ومن معه ينطوي على وضعنا أمام تهديد انهيار انتخابات أو تزويرها !؟
أم أن عماد ومن معه تبث لديكم أنهم طغمة عسكرية فاشية سيمنعون وقوع الانتخابات بحال بقى على رأس المفوضية !!؟
وهل تعتقدين أصلا .. بأن هناك رئيس مفوضية يتمتع اليوم بالإجماع عليه من قبل كل من تسمونهم بأطراف الصراع كما هو الحال مع السائح اليوم !!؟
ترى أيهما الأهم لديكم اليوم خلع عماد أم إجراء الانتخابات !!؟
لماذا تصرين أنت ومن وراءك على خلق عراقيل لا تعكس حرصكم على الليبيين بقدر ما تعكس شدة تآمركم عليهم !!
ولو سألتك .. ترى من هذا الذي تتصورين أنت ومن وراءك .. أنه اليوم الأكثر خبرة بالتقنيات الانتخابية والأكثر فهما لهشاشة وملابسات الوضع السياسي .. وأنه الأقرب إلى كل أطراف الصراع .. بل والأقرب أيضًا إلى قلوب الأنجلوساكسون .. من السايح نفسه ليقود تنظيم الانتخابات .. فمن سيكون بديلك هذا !!؟
وما هو التهديد الحيوي بنظرك .. الذي يحتاج الليبيين اليوم إلى تسويته اولا !!؟ اجراء الانتخابات قبل انفجار الأوضاع .. أم خلع السائح الذي لن يسمح الأنجلوساكسون بخلعه أصلا .. والذي ما سمحوا لك بطرح خلعه إلا لإظهار الليبيين على أنهم هم المعرقلون لاستقرار بلادهم !!؟؟
ولكن اعلمي يا تيتيه .. أننا نعلم بأنك من وراءك ما أرادتم بطرح مسالة خلع السايح إلا الوقت .. لإتمام أنهاكنا .. مضيا نحو تحقيق لحظة تسليمنا واستسلامنا !!
كما أنه من قال لك بأن تغيير السائح هو مطلب المجلسين .. وهو الرجل المنفتح على كلا من عقيلة والرجمة وتكالا ودبيبة .. وهو الماشي الجاى على الجميع !!؟
إننا لا يمكننا أن نتفهم هذا السخف .. إلا في حالة واحدة .. وهى أنك تنفذين وصية المخلوع المشري الذي كان يسعى لهذا لأسباب لا ندري إن كانت شخصية أو موحى به إليه من غيره !!؟
وهنا دعيني أسالك سؤالاً آخر .. وأنا اصرخ بوجهك ملء حنجرتي :
ألم يكن من العقل و الحكمة والعدالة والمنطق والرصانة .. أن تعلني مثلا أنك ستقترحين على مجلس الأمن استاذ مهمة إعادة تشكيل مجلس المفوضية الحالي للمحكمة العليا أو مجلس القضاء الأعلى ( خلال مدة بعينها) .. أو حتى أنك ستقترحين علم المجلس إعادة تكليف السايح نفسه بملء الشواغر بمجلسة .. ليكون هذا المجلس هو المدير الفني لأى انتخابات قادمة ، بحال فشل المجلسين (على قولتك ) بالتوصل إلى حل بخصوص هذه المهمة التافهه والسخيفة جدا .. حين تصنع منها بعثة اممية بحجمكم ومجلس الامن الدولي بجلالة قدرة .. معضلة ومأساة !!؟
بيد أنكم ما أردتم من خلق هذه العقبة إلا جعلها مصدرا للتسويف الابتزاز لشعب .. أبشركم بانه قد صار على أبواب انفجار قريب سيحرق الأخضر واليابس !!
ثم الا تعلمين يا تيتيه .. ولن أصدقك بحال أجبت ب لا .. بأن عماد السائح مدعوم بقوة وبشدة من الأنجلوساكسون.. وأنهم يرونه الأصلح .. وأنهم لن يتخلوا عنه أبدا .. وأن ما لا أستطيع شخصيا تصديق غيره .. هو أن حالة عدم التوافق بين المجلسين بهذا الشأن .. إنما تقف وراءها واشنطن ولندن دون أدنى شك .. وأن الأمر لا يعود هنا إلى عشقهما لعماد السائح وحده .. بل ويعود أيضا إلى أنهما متيمين بدبيبة .. الذي سيكون الرابح الأكبر من إفشال المجلسين بخلع السائح .. وتحويل بقاء هذه خدعة هذا الفشل .. إلى حصان طروادة فشل الانتخابات .. والتمديد بعمر السلطة القائمة المدلله !!
*******
وثانيا فلنبدأ بتفكيك شرطك الثاني :
فماذا عن اشتراطك لوجوب نجاح المجلسين بالوصول إلى إطار دستوري .. تدعين أنك تتطلعين إليه !!؟
دعيني أقول بداية .. بأن تصديق أي شخص يتابع العار الأجنبي الجاري بليبيا .. لادعاء حرصك على تحقيق الليبييين لإطار دستوري مناسب لإجراء انتخاباتهم .. سيكون شهادة دامغة لا يرقى إليها الشك .. لا على كون أصل هذا الشخص قرد .. بل على كونه .. مايزال يحتفظ بمخ قرد وسط رأسه !!!؟
وحتى أقرب الفكرة أكثر .. دعيني أحدثك عن موقفي الشخصي من ادعاءك هذا !!؟
اولآ من على أن أصدق .. ومن على أن أعتبر أنه هو الأقوى والأكثر تاثيراً ونفوذا وسطوة بإدارة ما يجري في ليبيا .. أنت يا تيتيه .. أم واشنطن !!!؟
طبعا لا يمكن لغير مجنون ان يقول .. بانك انت أقوى من واشنطن بهذا البلد الحزين !!
طيب طالما والحال هكذا !!
ألم تسمعي أنت وكل الدنيا .. واشنطن .. وهى ممثلة .. بتصريحات (( ترميها وروبيرها وبولسها )) .. وهم يعلنون بملء جبروتهم وأفواههم .. بأنه لا مراحل انتقالية بعد دبيبة !!!؟
فهل فهمتي فعلا معنى أن تقول واشنطن هذا .. أم أن الأمر قد شق عليك !!؟
وأليس معنى أن يكون دبيبة هو آخر القادة الانتقاليين كما قررت واشنطن .. .. أن واشنطن لن تسمح بغير رحيل دبيبة على أنقاض النظام الانتقالي برمته !!؟
وأليس معنى هذا .. هو أن واشنطن لن تقبل برحيل دبيبه إلا بعد ظهور دستور قار ونهائي لليبيين !!؟
وأليس ظهور دستور قار ونهائي لليبيين يا تيتيه .. والتى هى قرار أمريكي صارم حتى هذه اللحظة .، هى مسالة تتجاوز المجلسين .. إلى ضرورة توسيع قاعدة المشاركة حولها بين الليبيين .. لأنه ليس من بين صلاحيات المجلسين لا إلغاء مسودة الدستور .. ولا حتى البت في وضع لجنة الستين .. ولاسيما لجهة حلها .. لأنها ببساطة أكثر منهما دستورية .. وأقوى منهما شرعية !!؟
هل تريدين من المجلسين مثلا أن يورطا نفسيهما بمواجهة مع واشنطن بالذهاب إلى انتاج قاعدة دستورية على غرار قاعدة 6+6 !!؟
ألم تسمعي بالمصير الذي لقاه المشري حين تحدى إرادة واشنطن برفض أى مراحل انتقالية جديدة وتورط بمقابلة طامحين لرئاسة حكومة انتقالية جديدة !!!؟؟
وأليس تحقيق هذا .. إنما يتطلب اولا ضرورة تحديد الأنجلوساكسون لموقفهم النهائي من مسودة الدستور .. المكبلة باحد ادراج عقيلة بقرار أمريكي بحث !!!؟
اليس على واشنطن ان تقرر اولا .. إذا ما كانت تريدنا ان نستفتي الشعب على مسودة 2017 .. ام ان نقوم بفتحها ومعالجة ما فيها من خلافات .. او ان نذهب إلى صناعة مسودة جديدة !!؟
أليست هذه هى الشروط الثلاث التى أعلنها بولس لقيادات شرق البلاد بأول زيارة له إلى هناك .. باعتبارها الشروط الحصرية للخلاص من دبيبة !!!؟؟؟
وألا ترين أن واشنطن ماضيه فعلا بصفع كل هرطقاتك بعرض الحائط وهى تسعى لتشكيل حكومة من عائلتين برئاسة نفس الدبيبة .. في توجه واضح لإصرارها على تنفيذ قرارها بأن دبيبة هو آخر الانتقاليين في ليبيا .. وهو ما يعني ان الإطار الدستوري العرفي الذين تسعين اليه أنت .. وتريدين تحميل مسؤولية الفشل فبه للمجلسين .. ليس إلا وهما من أوهامك الكثيرة .. التى جعلتك تتوهمين بأنك حاجة كبيرة فعلا .. وأنك على شى ..و ما أنت على شى !!؟
#نقاش_دوت_نت
********
تيتيه، الدببة، ليبيا، مجلس الأمن، مجلس الدولة
موضوعات ذات صلة
.jpg)
.jpg)
.jpg)
