الحروب تسرق براءة الأطفال
بعيداً عن السياسة ..
الحروب لا تقتصر على تدمير المباني وتحويل المدن إلى رماد والمواطنين إلى لاجئين يحملون ما تبقى من حياتهم على ظهورهم المنحنية تحت ثقل الذكريات… بل تمزق أعمق ما في الإنسان، تلك الروابط الخفية التي تجعلنا بشرًا.
تفكك العائلات كأوراق الخريف المتساقطة، تسرق براءة الأطفال وأحلامهم، وتترك جروحا غائرة في نسيج الأرواح، وحزنا يتسلل كالظلال يجعل الإنسان يفقد ثقته بالحياة ويتركه يتساءل .. هل يعود الضوء يوما؟
هذه الجروح لا تلتئم عندما تتوقف المدافع بل تستمر بالنزف سنينا طويلة، تنتقل من قلب إلى قلب كإرث مؤلم ومن جيل إلى جيل كندوب لا تندمل.
طفل يولد، يسمع قصص الفقدان قبل أن يتعلم الكلام فيكبر وهو يحمل خوفا لم يختره، خوفا يلازمه كظل يحجب عنه ألوان الحياة.
وهكذا تستمر الدائرة الدامية… ألم يولد غضب يغلي في الصدر وغضب يولد عنف ينتشر كالنار ويأس يسرق الأمل من الجميع تاركا القلوب خاوية و أجيالا تتعلم الخوف قبل الحب.
لذلك فالسلام هو طريق النجاة الوحيد، السلام الذي يبدأ من القلب كبذرة تنبت في أرض قاحلة.
نمد أيدينا لمن كان بالأمس عدوا، لا خوفا بل شجاعة.
نستمع إلى قصة ألمه بدل أن نحكم عليه بسرعة.
نعلم أطفالنا كيف يحلمون بدل أن يخافوا.
كيف يبنون جسورا بدل من الجدران.
عندما نختار الحوار بدل السلاح والتسامح بدل الانتقام نمنح أنفسنا وأولادنا فرصة حقيقية للعيش .. فرصة لأن نكون بشرًا مرة أخرى !
#نقاش_دوت_نت
ثقل الذكريات، هل يعود الضوء يوما، لغة الحوار
