مسارح العرائس السياسية
إن الخروج من «مسارح العرائس السياسية» لا يتحقق بإسقاط شخصية أو استبدال تحالف بآخر، بل بتفكيك المنظومة التي تسمح بوجود هذا المسرح أصلًا. يبدأ ذلك بقطع الخيوط التي تربط القرار الوطني بالتمويل المشروط، وبناء اقتصاد يُقلّل الارتهان، وحصر السلاح في إطار الدولة، وإعادة السياسة إلى فضائها الطبيعي بوصفها تعبيرًا عن المجتمع لا ساحة صراع عليه. ويتطلب كذلك إعادة الاعتبار للمحليات والقاعدة الاجتماعية، بحيث لا تبقى السياسة حكرًا على المنصات، بل ممارسة يومية مرتبطة بحياة الناس.
في جوهر الأمر، «مسارح العرائس السياسية» ليست لعنة أبدية، بل مرحلة تاريخية ناتجة عن اختلال عميق في بنية الدولة والمجتمع. تجاوزها ممكن، لكنه مشروط بجرأة الاعتراف بأن كثيرًا مما عُرض على الناس باسم السياسة لم يكن سوى تمثيل طويل، وأن الخطوة الأولى نحو التعافي تبدأ بإطفاء الأضواء الزائفة، والعودة إلى العمل الوطني في وضح النهار، حيث لا خيوط خفية، ولا عرائس، بل بشر يتحملون مسؤولية مصيرهم.
#نقاش_دوت_نت
مسرح عرائس السياسة، اللعنة الأبدية، جرأة الاعتراف
