هل تسعى أمريكا لمحو الحضارة الأوروبية؟
تسعى السياسة الخارجية لترامب إلى تقويض الاتحاد الأوروبي وتعزيز نفوذ القوميين الأوروبيين
الرصد والترجمة: مركز إنليل للدراسات
مجلة مجلس النواب (البريطانية) – The Parliament
الكاتب: بيدر شافير
التاريخ: 16-كانون الأول-2025
تتشكل الحياة للشعب الأمريكي بأمورها المالية والاقتصادية والأمنية، من خلف 4 أشخاص، هم:
تأخذ السياسة الأمريكية ملامحها وتُرسم من قبل هؤلاء
- مدير الاستخبارات الأمريكية (CIA)
- مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)
- مدير وكالة الامن القومي (NSA)
- مدير البنك الاحتياطي الفدرالي
ربما تشير إستراتيجية الأمن القومي الأميركي الجديدة، إلى نهاية العلاقات التي سادت منطقة الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية؛ بسعي واشنطن إلى انتهاج سياسة التدخل في قارة أوروبا؛ إذ تؤكد الإستراتيجية على انفتاح آفاق جديدة في العلاقات مع أوروبا، تتسم باستعداد أميركا لممارسة ضغوط قسرية لإضعاف الاتحاد الأوروبي، وتعزيز خططها التجارية والقومية في كل أنحاء القارة.
مثلت الإستراتيجية التي أصدرتها إدارة ترمب الثانية في 4 كانون الأول، صدمة للأوروبيين؛ إذ تضمنت وجود «احتمال لمحو الحضارة في أوروبا»، وأنَّ القارة تتسم «بخسارة الهويات الوطنية، والثقة بالنفس»، لكنها احتفت في الوقت نفسه، «بالنفوذ المتزايد للأحزاب الوطنية الأوروبية».
إنَّ أكثر ما أثار قلق الأوروبيين في الإستراتيجية، هو أنها خُتِمت بدعوة أميركا إلى «تعزيز مقاومة المسار الحالي في أوروبا، داخل الدول الأوروبية»، حيث يرى مسؤولون ومحللون أوروبيون، أنَّ هذا التوجه يوحي أنَّ إدارة ترمب تستعد لمضاعفة تدخلها في السياسة الأوروبية الداخلية؛ بتعزيز أحزاب اليمين المتطرف، والأحزاب القومية المعارضة للمشروع الأوروبي.
تشير الإستراتيجية، إلى أنَّ أميركا ستسعى لتعزيز أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية، وإضعاف سلطة بروكسل التنظيمية؛ لا سيما القوانين التي تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية، كما تسعى إلى إضعاف المؤسسات الأوروبية الجامعة، مع تبني سياسة أكثر تصالحًا مع روسيا؛ حتى مع استمرار حربها العدوانية في أوكرانيا.
نشرت بعض المواقع، تقاريرَ بشأن وجود نسخة سرية أطول من إستراتيجية الأمن القومي الأميركي، وأنَّ موقع (الدفاع الأول – Defense One) حصل على نسخة منها هذا الأسبوع، حيث نصت تلك النسخة على أنه ينبغي على أميركا «جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى»؛ بفصل بعض الدول الأعضاء عن الاتحاد الأوروبي، إذ جاء في النسخة: «ينبغي علينا تعزيز الأحزاب والحركات والشخصيات الفكرية والثقافية، التي تسعى إلى استعادة السيادة، والحفاظ على أنماط العيش الأوروبية التقليدية... مع بقائها في الوقت نفسه، حليفة لأميركا»، ويتضمن هذا المخطط أساسًا؛ تعزيز العلاقات الأميركية مع الدول الأوروبية التي تكون سياساتها أكثر توافقًا مع إدارة ترمب، بما في ذلك المجر بقيادة فيكتور أوربان، وسلوفاكيا بقيادة روبرت فيكو، وإيطاليا بقيادة جورجيا ميلوني، وربما بولندا.
#نقاش_دوت_نت
ترامب ، الاتحاد الأوروبي، الخطط التجارية والقومية ، اليمين المتطرف
