ابن رشيق القيرواني
مِمَّا يُزَهِّدُني في أَرْضِ أَنْدَلُسٍ .. سَماعُ مُقْتَدِرٍ فيها وَمُعْتَضِدِ
أَلْقابُ مَمْلَكَةٍ في غَيْرِ مَوْضِعِها .. كالْهِر يَحْكي انْتِفاخًا صَوْلَةَ الأَسَد !
ابن رشيق القيرواني
ابن رشيق القيرواني هو من أفضل بلغاء وأدباء العرب، وهو مؤلف العديد من الكتب في الشعر ونقده، واسمه أبو علي الحسن بن رشيق والمشهور باسم القيرواني، حيث ولد القيرواني سنة 309 هجري في مدينة المهدية في المغرب، وتعلم فيها صنعة والده المملوك الرومي من مدينة أزد وهي صياغة الذهب، وبدأ في ذلك الوقت تعلم الأدب والشعر. انتقل ابن رشيد القيروني من مدينة المهدية في المغرب إلى مدينة القيروان في عام 406 هجري؛ طلبًا لتعلم الأدب واكتساب معرفة أكبر من الشعر والنقد، والاستفادة من أهل الأدب والشعراء هناك، ثم نجح القيرواني واشتهر فيها، ودرس اللغة والشعر والنحو والنقد والبلاغة.
ونجح القيرواني في نيل رضا وإعجاب حاكم القيروان المعز بن باديس؛ وذلك من خلال نظم وإلقاء قصائد المديح له، كما مدح أيضًا رئيس ديوان الإنشاء بالقيروان أبي الحسن بن علي وألف له كتاب اسمه "العمدة في محاسن الشعر ونقده وآدابه"، وذلك ما جعل أبي الحسين بن علي يوليه شؤون الكتابة المتعلقة بالجيش. بقي القيرواني في مدينة القيروان بتعلم ويُعلم الشعر والأدب والنقد حتى تعرضت القيروان لهجوم وتخريب، ومن ثم انتقل منها إلى جزيرة صقلية وعاش في مدينة مازار إلى حين وفاته بتاريخ 458 هجري.
و من جميل البديع الجناس في قول ابن رشيق:
رَمَى حَرَّ قَلْبي بأَجْفانِهِ رَشا ما دَرى قَدْرَ ما قَدْ رَمى
وَقَدْ كانَ قَدَّمَ إِحْسانَهُ وَلكِنَّهُ قَدَّ ما قَدَّما
وَهَدَّمَ بُنْيانَ صَبْري بِهِ فما أَحَدٌ هَدَّ ما هَدَّما
لَئِنْ كانَ حَرَّمَ مِنْ أُنْسِهِ حَلالاً فَيا حَرَّ ما حَرَّما
وَإِنْ كانَ أَضْرَمَ نارَ الْجَوىَ فَلا أَشْتَكي ضرَّ ما أَضْرَما
فَتَسْليمُ أَمْري بهِ لِلْقَضا ذَخَرْتُ بِهِ أَجْرَ ما أَجْرَما
#نقاش_دوت_نت
ابن رشيق , القيروان، الأندلس، العمدة
