من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

هل قتلت موسكو الحداد ؟

عز الدين عقيل
هل قتلت موسكو الحداد ؟

بحال ظهر انه قُتل …… من هو صاحب المصلحة الملحة بتحييد الحداد!!؟

هذه جملة من النقاط المهمة .. التى صارت اكثر وضوحا عقب مرور ساعات اطول على وقوع حادث الطائرة المالطية المنكوبة التى قضى فيها السيد محمد الحداد نحبه :

النقطة الاولى : إن سقوط الطائرات وتعرضها لاخلال فنية أثناء التحليق .. هو امر متوقع .. وليس فيه اى غرابه ويمكن ان يقع لاى طائرة في الأجواء .

  

النقطة الثانيه : ان بقاء طائرة مؤجرة لما يقارب اليومين وهى رابضة بانتظار الضحايا .. إنما هو عمل لئن لم ينطوي على تواطؤ من يقف وراء تأجيرها مع من أسقطوها ( بحال تأكد ان الطائرة قد سقطت بفعل فاعل) .. فان هذا يؤسس لشبهة فساد من جانب من يقف وراء صفقة حجز طائرة ليومين على حساب الشعب ألليبي .

النقطة الثالثة : ان الحادث يعكس وجود خلل كبير ببروتوكول وقواعد رئاسة الأركان العامة بحماية قادتها وضمان سلامتهم .. حيث انه ما كان عليها ان تقبل بانتظار الطائرة لهم والبلاد تتربص بها المنون من كل جهة .. فلئن لم يكن ذلك لاجل حماية مواردهم فعلى الأقل لاستخدام وإدماج إصدار اوامر الانتقال والتنقل العشوائية و المفاجئة ضمن قواعد حمايتهم !!

النقطة الخامسة : ان قرار السلطات التركية بإحالة معاينة وتحليل حطام الطائرة وصندوقيها الأسودين لدى طرف رابع محايد من غير المعنيين بالحادث ( وهم الأتراك والليبيين والفرنسيس والمالطية) لا يعني .. لا ان انقرة قد وجدت ما أثار شبهة العمل التخريبي .. ولا يعني العكس ايضا .. بل يعني ان الأتراك يريدون انتهاج نهجا شفافا يغلق الأبواب امام اى اتهامات قد توجه اليهم بالتورط .. ولاسيما بحال تبوث تعرض الطايرة لحادث عرضي لا تخريب فيه .    

النقطة السادسة : واضح جدا .. او لقد بات من المؤكد ان الطائرة بحال تعرضت لعمل تخريبي متعمد فإنها لم تفجر بقنبله من داخلها ، لان هذا النوع من الاعتداءات يمكن للخبراء ان يهتدوا إلى أعراضه على حطام الطايرة بسهولة ، ولو كان هذا ما وقع فعلا لكانت السلطات التركية قد أعلنت عنه وتركت التفاصيل للطرف المحايد !!

النقطة السابعة : بحال تاكدت شبهة العمل التخريبي ، فان الأرجح جدا هو زرع المعتدي لجهاز داخل الطايرة استطاع عند تشغيله بصورة ما وفي لحظة ما ، تعطيل شبكتي الكهرباء والاتصالات بالطائرة .. وهو تحديدا ما أعلنه وزير الداخلية التركي نقلا عن آخر استغاثة وصلتهم من الطيار !!

النقطة الثامنة : بحال تاكدت شبهة العمل التخريبي .. فان هذا الجهاز قد زرع بالطائرة على الغالب الأعم بطرابلس ( الأيسر اختراقا ) وليس في مالطا او انقرة .. وخاصة في الاخيرة .. حيث صعوبة البروتوكولات الأمنية .. ولاسيما بمطار يستخدمه كبار الشخصيات !!

النقطة التاسعة : إذا تأكد ان إسقاط الطائرة قد تم بزرع جهاز تخريب متطور من النوع الذى يمكن عند تشغيله تعطيل شبكتي الكهرباء والاتصالات ، فانه لا يمكن لغير دولة كبيرة ومتطورة ان تكون خلف هذا العمل!!

النقطة العاشرة : بحال تأكد ان الطائرة قد أسقطت فعلا .. فانه و مما تقدم سيكون من الصعب على صراعات صعاليك الداخل ، كالطامعين بمنصب الحداد مثلا ، ان تصل إلى هذا المستوى من التحييد و تصفية الحسابات عبر تنفيذ عملية إسقاط طائرة على النحو الذي قد يعلن عنه .. بحال كان وراء سقوط الطائرة عملا تخريبيا !!

     

                              *****************


والان : لنلج إلى الشق الثاني والاهم من هذه الفاجعة :


لو تأكد عمليا بان الطائرة قد أسقطت بواسطة عمل تخريبي .. فمن هو الطرف الأكثر ترشيحا بحسب سياق آخر الأحداث .. ليقف خلف إسقاط الطائرة !!؟


فلنعد هنا .. الى استعراض نقاط جديدة منذ البداية :


النقطة الاولى :


اولا : ان انقرة حتما ليست بحاجة إلى قتل الحداد بهذه الطريقة ( إلا إذا كانت قد اصابها الجنون والتخلف فجاة) .. فالتورط بمثل هذه الجريمة ينطوي على مخاطرة مروعة بسمعتها بحال انكشاف امرها .. وهو امر وارد جدا !! 

ثانيا : ان الاعتماد على معارضة الحداد للاحتلال التركي للبلاد ، لتبرير قيامها بقتله بهذه الطريقة ، لن يعدوا عن كونه قولا و قرينة صبيانية ، فتركيا تعلم اولا ان قرار وجود قواتها في ليبيا هو قرار أمريكي بالأساس .. وانه قرار سياسى من الناحية القانونية ( اى انه يعود لدبيبة حصرا ولتكالا بالتبعيه) .. كما تدرك انقرة انها مجرد وكيل لواشنطن لن تتخلى عنه هذه الأخيرة ولاسيما في ظل وجود الروس في ليبيا .. كما تدرك ايضا بان دبيبة وتكالا إنما ينامان في جيبها !!

كما ان غضب الحداد من قواتها لن يغير من الأمر شيئا مهما كان قويا .. لانه من جهه رئيس اركان افتراضي .. لا يملك جيشا من الناحية العملية يستطيع ان يعلن به الحرب على قوات الاحتلال او حتى ان يفعل به ما فعله السيسي ضد النظام السياسي الفاسد الذي يحكم البلاد .. كما انه لا يستطيع إقناع دبيبة بانه قادر على حمايته دون الحاجة للقوات التركية بمن يتوفر لديه من قوات !!

ومن جهة اخرى فان عدم قدرة الحداد على تقديم ضمانات على عدم معاودة الرجمة لهجومها مرة اخرى ( لاسيما مع عودة تصاعد خطابها مؤخرا ) .. فان مجرد مطالبة الحداد رسميا لدبيبة بخروج القوات التركية .. ستنتهي فورا إلى اقالته وربما إلى اعتقاله !!   

ثالثا : بل انه ولئن تم التأكد بان سقوط الطائرة كان مفتعلا فان مجرد تبوث ان الطائرة قد اخترقت وهى رابضه بتركيا بزرعها بالشيء الذي تسبب بسقوطها ، كفيل بتحطيم سمعة و هيبة تركيا إلى الحضيض واضعاف الثقة فيها .. بل وسيتطلب منها هذا الأمر اعادة تقييم وتصحيح نظامها الأمني برمته ، واما الأخطر فهو انه سيلفت انتباه اخرين إلى هذا الضعف ويحرضهم على استغلاله بتصفية حساباتهم ضد خصومهم على الأراضي التركية ، لاسيما و ان هناك من تهمه جدا مسالة اهانة تركيا نفسها واظهار انها عاجزة وغير آمنة.

ولعلكم تذكرون عملية زرع قنبلة بطائرة روسية بمطار شرم الشيخ .. وكيف دفعت مصر أثمان فادحة لذلك التقصير لسنوات طويلة .. بل ان تلك العواقب ماتزال متواصله حتى اليوم . 

رابعا : ان انقرة لا تحتاج بحال ارادت التخلص من الحداد سوى ممارسة ضغطا مناسبا على دبيبة لاقالته .. او حتى تدبير قتله بطرابلس .. التى تجمع بين كونها مقراً دائما للحداد وبين ما تتمتع به تركيا فيها من سيطرة أمنية تكاد تكون مطلقة .. وعلينا هنا تذكر الأنباء التى افادت يوما بان خبر لقاء المنقوش مع وزير الخارجية الصهيوني .. كانت انقرة هى التى سربته إلى الصحافة الصهيونية .. والتى جاءت في أعقاب تصريحات المنقوش طالبت فيها بخروج القوات التركية !!

النقطة الثانية : رغم غموض تصريحات الحداد ولاسيما لجهة اتهامه لأطراف خارجية بتعطيل عودة الجيش ومنع استقرار البلاد إلا ان علاقة الحداد بالافريكوم وبالتالي بواشنطن يمكن وصفها كما تبدو بالممتازة .. اضافة إلى انه لا يوجد ايضا في سياق الأحداث اليوم ما يمكنه ان يدفع بواشنطن للبطش بالحداد .. وعليه فانه لا يوجد سبب يمكنه ان يقود واشنطن إلى اقتراف هذه الجريمة ضده .. اضافة إلى ان واشنطن قادرة مثل تركيا على تصفية حساباتها مع من لا يروقها من الليبيين بليبيا .. ولعل حكاية غنيوة الككلي ليست ببعيدة عنا !!  

النقطة الثالثة : هنا ستفصح لنا هذه النقطة على ان الحكاية مع موسكو إنما تنطوي على قصة اخرى !!

فما هى جملة القرائن .. التى تقود إلى افتراض ان موسكو هى المشتبه الرئيس او قل الأكثر مصلحة بتنفيذ هذه العملية .. بحال تأكد ان الطائرة قد أسقطت عمدا !!


1 . ان الوضع الصعب لموسكو بحربها مع أوكرانيا وهى تواجه العالم بأسره تقريبا .. لن يسمح لها أبدا بالتهاون مع دول وحكومات قد تتورط بإضافة أحمالا إلى أثقالها .. لاسيما من تلك الدول والحكومات التى تراها موسكو كيانات قزمية .. ليزيدوا من وبالها و اخطار وأعباء ما يحاصرها من تهديدات كبيرة .

وعليه فان الضرب الحازم والسريع والفوري وبيد من حديد في هذه الحالة هو سبيل موسكو المؤكد للتحييد الفوري لكل ما تستطيع تحييده من اخطار .. ولإنهاء كل التهديدات التى قد تأتيها من الجهات التى ترى موسكو بانها قادرها على ضربها ورد الصاع صاعين لها !! 

2 : تاتي هنا اولى القرائن على مصلحة موسكو باسقاط الطايرة بحال تأكد انها أسقطت بفعل فاعل .. وذلك في صورة اتهامها لدبيبة قبل شهرين تقريبا بالسعي إلى تقويض الوجود الروسي بكلا من ليبيا وأفريقيا بالتواطؤ مع لندن وكييف .

وهى تقصد هنا حتما .. تنفيذ أعمالا عسكرية او تخريبية بعينها ضد الروس . بل ولقد اتهمت موسكو دبيبة بتوقيع اتفاق تعاون عسكري موسع مع كييف .. معتبرة هذا الاتفاق يمثل عدوانا صريحا عليها بما يوفره من عائدات مالية لأوكرانيا تشكل تاجيجا للحرب التى تسعى موسكو إلى التخلص منها .. وتقدم دعما لجهود كييف الحربية ضد روسيا . 

وطالما ان الدور الليبي الذي تتهم به موسكو طرابلس هنا .. هو دور عسكري بمجمله .. فانه من الطبيعي و المتوقع جدا ان يكون الحداد متقاطعا مع هذا الدور و طرفا مباشرا فيه .. حتى وان كان غير راض عنه .. وهو ما لعله ظهر مرارا بتصريحاته المريرة و الحانقة ضد جرجرة البلآد إلى ما يضرها !!

3 : تتشكل أقوى القرائن التى تشي باحتمال تورط الروس بالفاجعة .. من خليط من اتهام موسكو لسلطات غرب البلاد بتمكين كييف من امتلاك قاعدة للطيران المسير بغرب ليبيا والتى يستبعد جدا ان لا يكون الحداد هو الذي أدار التفاوض بشانها حتى لحظة توقيع الاتفاق الخاص بها .

بيد ان الطامة الكبرى بالنسبة لموسكو هى قيام الطيران المسير بوقت قريب انطلاقا من هذه القاعدة (بحسب موسكو) باستهداف ناقلة نفط روسية قبل ايام .. تعود إلى أسطول الظل الروسي !!

ولقد صرحت روسيا عقب تلقيها لهذه الضربة .. وبالحرف الواحد بأحد بياناتها ردا على استهداف ناقلتها ((بأنها تحتفظ لنفسها بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين ))!!

فما هو حق الرد بحسب القانون الدولي !؟

حق الرد هو حق انتقام دولة من اخرى .. وان أقصى ما يوصي به القانون الدولي بهذا الشأن هو ان يكون الرد دائما محسوبا بنفس الحجم والقوة .

و يندرج هذا الحق لدى الدول .. اسفل ما يسمى بعقيدة الردع ومنع التطاول .

بيد ان المشكلة الكبيرة التى واجهها من قررت موسكو الانتقام منه بحالتنا هذه ( ونحن لازلنا هنا بحالة تحليل وافتراض ) هو أن موسكو جريحة تنزف .. وأنها بوضع صعب جدا من الناحيتين العسكرية والاقتصادية ، فهى تخوض حربا عالمية في أوكرانيا من جهه .. وتتعرض لاشد أنماط العقوبات الاقتصادية قسوة من جهة اخرى .

ولأن موسكو لجأت إلى ما يسمى بأسطول الظل .. لكي تلتف على عدد من العقوبات الاقتصادية الخطيرة ضدها للتخفيف من وطأتها عليها .. فانه من الطبيعي جدا ان يأتي الرد الروسي على محاولة استهداف أملها هذا .. قاس و بأسرع من المتوقع ضد كل من يحاول التقاطع مع هذه الآلية الاقتصادية التى باتت تشكل لموسكو في ظل ظروفها الحالية .. مسالة حياة او موت .. حد ان المساس بها هو أقرب ما يكون إلى محاولة الإمساك بنمر فتى جريح .. يحتمي بزواية جدارين لا مهرب له منها .. إلا حيث يقف المهاجم . 

4 . كما تبرز قرينة اخرى هنا .. وهى ان إسقاط الطايرة .. لو ان اسقاطها كان متعمدا فعلا .. سيكون قد تم باستخدام آلية متقدمة زرعت بالطائرة .. كجهاز صاعق يمكنه تخريب شبكتي الكهرباء والاتصالات بالطائرة بلحظة تشغيل معينه .. وتحويلها إلى مجرد حديدة صماء في السماء ، وهذه تقنية لا يمكن لغير دولة متطورة جدا ان تملكها ، ناهيك عن قدرات الاختراق التى يتطلبها زرع الجهاز بالطائرة .. مضافا إلى ان من اسقط الطائرة (بحال أسقطت فعلا) .. لابد وان يكون قادر على التحدي والاستعداد للنتائج .. التى يمكنها ان تنطوي على تخريب طايرة ملكيتها مالطية .. وطاقمها فرنسي!!

واخيراً.. بقى سوال لا يمكن تجاوزه هنا .. وهو :

إذا كان سياق الأحداث هذا قد قاد موسكو فعلا الى تنفيذ انتقامها بهذه الصورة .. فلماذا جاء انتقامها من الحداد .. وليس من دبيبة الذي سبق لخارجيتها وان ادانته خص نص ببيان سابق لها!!!؟

وتقول نقاط الجواب (الافتراضي طبعا) .. ما يلي :  

اولا : بتحقيق موسكو لانتقامها من الحداد .. فإنها تكون قد قطعت الذراع الفنية التى تراها الأخطر لكل من لندن و كييف ودبيبة .. والتى يبدوا انها قد أضحت تمثل تطورا مهما بالمواجهات العسكرية الحديثة .. ولعل هذا ما يؤكده السلوك الصهيوني مؤخرا ( والذي ينطوي على جانب كبير من الخبرة الأمريكية ) .. باستهدافها بايران أثناء حرب ال 12 يوم لاجتماع ( القيادة العسكرية وليس السياسية للبلاد ) .

ثانيا : بتنفيذ هذا الانتقام يكون المنتقم قد ابلغ دبيبة بانه قد صار على بعد شبر منه .. ما يعني إغراقه في رعب اللايقين تجاه كل شى .. لاسيما مع حضور الفرضيه المرعبة وهى ان اى جسم ضار يكون قد زرع بالطائرة .. لابد وانه قد زرع فيها بطرابلس وليس بمالطا او انقرة !! 

ثالثا : ان المؤكد هو ان الوجود العسكري الروسي في ليبيا مايزال هشا لاسيما وان موسكو تحاول تعهده وهى بزمن حرب استنزاف كبيرة .. وتعد هذه المسالة مقلقة للروس كثيرا في ظل توقعهم باى وقت انفجار مواجهات عسكرية بينهم وبين الغرب في ليبيا ، ولعل حقيقة اتجاه حكومة بايدن لتشكيل فيلق أوروبي ليبي لمواجهة الروس عسكريا في ليبيا مازالت طازجة بالذهنية الروسية .

بل ولربما لولا مجيء ترمب لكانت هذه الحرب تقطع اليوم شهورا من عمر انفجارها .

وعليه فانه ربما قدرت موسكو بان استهداف دبيبة نفسه كان سيورط البلاد بدخول فوضى عارمة رأت بانها ستشكل خطرا على الهدوء الذي ماتزال بحاجة اليه لتتم بناء وجودها !!

إضافة إلى علم موسكو بان اى رحيل مفاجيء لدبيبة لن تعالجه واشنطن بدعوة لجنة الحوار السياسي لاختيار بديلا عنه !!

وإنما ستدفع باحد غيره من غلاة الموالين لها لشغل المنصب بصورة تلقائية .. وربما تحسبت موسكو إلى ما قد تشهده من أوضاعا أصعب مع هذا البديل .. من حالها مع دبيبة نفسه .

ولاسيما ايضا .. وان الشرعية الروسية هى جزء من الشرعية الاجنبية التى تحققت ببرلين وقمرت وجنيف ويقوم عليها حكم دبيبة اليوم ، ما يجعل موسكو ربما تقدر بانه مهما ابتعد دبيبة عنها إلا انه سيظل دائما يراعي دائما ان تكون المواجهه في اقل ما يستطيع الخضوع اليه من الضغوط الأنجلوساكسونية!!

#نقاش_دوت_نت 

موسكو، الحداد ، العمل التخريبي، أنقرة