ايدي كوهين.. صوت الفتنة
في حين يتشتت الإعلام العربي ما بين توجه سياسي متعمد لمصالح ضيقة رخيصة ، و مابين سطحي قشري لا يعنيه إلا صورة باهتة تواءم تجميل مظهره لا أكثر ، أو صوت حقيقي و لكنه ضعيف لافتقاده للظهير القوي الذي يقفز به فوق الساحة !
نجد إعلامي صهيوني يتحدث العربية و يعنون محتواه ب : ( عند كوهين الخبر اليقين ) !
هذا العقرب السام لا يتقاعس لحظة عن دس سمّه في الداخل السوري ليل نهار ...
يتابع عن قرب و كثب كل صغيرة و كبيرة ، ليضرب في عمق وحدة الشعب السوري الشقيق ...
تجده لا يذكر أبدًا مصطلح ( الشعب السوري ) متعمدًا !
و لكنه دومًا يخاطب الفئوية أو الأقليات أو الطائفية ، كلٌ باسمه مثل :
العلويين ، الدروز ، المسيحيين ، الأكراد .
و يفرد لكلٍ منهم منشور او مقطع خاص به ، و يظهر الدعم المتناهي بكل حماسة ، دعمٌ كالسكين القاطع الحاد ليضمن النجاح في اقتطاع هذا المكوّن من شعبنا السوري ، و يفصله عن جسد سوريا الوطن الواحد بلا رجعة ، سعيًا وراء هدفه الصهيوني في تمزيق دولة سوريا الكبرى إلى دويلات طائفية صغيرة لا ترفع رأسها أمام دولة اسرائيل الكبرى !
فهو كصهيوني حريص كل الحرص كعشيرته على تمدد جسد كيانهم الأزرق بالاستيطان و الإحتلال و الدم حتى لو على حساب سيادة دول أخرى كما نرى في فلسطين و لبنان و سوريا !
على صفحته السامة ، تجده متعاطفا بشدة تحت قناع الإنسانية و لسان العربية ليتقرب أكثر و أكثر من كل طائفة ، ينشر عن إبادة الدروز من الحكومة الحالية الجولانية ، و عن إبادة العلويين كذلك ، و عن دعم الأكراد ضد تركيا التي يدعي أنها ظهير الجولاني وحدها ، معمدا تغافل أنهم أيضا الصهاينة دعموا هذا المجهول الجولاني حتى وصل للعمق السوري كالمسمار الغليظ الذي دق الصدع أولا ثم توالت بعده الضربات الصهيونية للإحتلال و التركية معًا تحت رعاية أمريكية لتشققات هذا الصدع حتى تصبح كسور بالغة حقيقية تمزق دولة سوريا الواحدة كما ذكرنا لدويلات طائفية ضعيفة كما رأينا في العراق !
و نرى شواهد ذلك من مقطع فيديو لصفحة تحمل اسم مواطن سوري درزي تمت مشاركته من إيدي كوهين على صفحته ، ليتحدث عن إنسانية بعض ضباط الانتداب الفرنسي عندما احتلوا سوريا في الماضي و كيف أنهم رفضوا أوامر قادتهم بتهجير بعض القرى السورية لأنهم تيقنوا أنه اجراءا انتقاميا ! و ليس بسطًا للأمن !
و لا أدري منذ متى يحرص الإحتلال على الإنسانية و بسط الأمن ؟!
و بنهاية مقطع الفيديو يشبه هذا المواطن الدرزي إيدي كوهين بهؤلاء الضباط الشرفاء و يقول كنا نصنف إيدي كوهين (( سابقا )) أنه محتل !
و لكن اتضح لنا أنه إنساني يدعم ضحايا الإبادة في الساحل و السويداء على عكس الإعلام العربي الكاذب عامة أو الخائن خاصة من الدروز ....
و هنا يكمن الخطر و الهدف الحقيقي لمنشورات و كلمات ايدي كوهين ( الخبر اليقين ) ، أن يعتمد عليه الضحايا و الفارّون من المذبحة و يتبعون سهامه في أن دولة إسرائيل الكبرى هي الملجأ و الملاذ لنجاتهم بديلا عن وطنهم السوري الواحد ...
فيستجيبون تحت مطرقة حكومة الجولاني و تطرف الأمن العام إلى هذا الإعتقاد ...
و تتأكد من هذا عندما تتابع هجوم إيدي كوهين للجولاني و حكومته دومًا بعد أن اتفقوا معه سابقًا تحت مسمى
( معارضة سورية ) و ( ثورة سوريا ) !
لقد نجح الجولاني في مهمته بجدارة بدعم أصوات المعارضة السورية ، و اليوم يقرر الإحتلال الصهيوني تغيير الأدوار و تدوير المائدة من حليف إلى ضد ..
فكل دور مرسوم مرتبط بمهمته و مرحلته !
حتى تركيا حليفة الصهاينة في ضرب سوريا بالأمس ، أصبحت اليوم عدوًا في منظورهم !
و ترى ذلك في كلمات إيدي كوهين عن تركيا و الأكراد ، و تجد دعما قويا من الإعلامي الصهيوني للأكراد في التمسك بحقوقهم ، تحت عنوان ( سيأخذ الأكراد حقوقهم في السلم أو الحرب ) ، و أكثر من حديث في هذا الصدد على صفحته السامة !
هذا الكوهين لم يذكر كلمة ( الشعب السوري ) إلا في نداء على مقطع فيديو خاص به يناشدهم بالحفاظ على ممتلكات طائفة السوريين اليهود الكريمة على حد تعبيره !
و ختامًا :
نداء إلى أشقائنا السوريين الغوالي ، لا تتبعوا خطوات هذا العقرب ، و لا تتجرعوا سمومه في غيبوبة !
هذا الصهيوني لا يهتم بكم و لا تعنيه سوريا دولتكم ، و لكنه يعمل فقط لدولته الكبرى المزعومة ...
فإن حرصه على دولته المزعومة يدفعه بكل هذا الحماس تجاه تقسيم دولتكم و تمزيقكم ..
فكونوا على حرص أشد في الدفاع عن وحدة أراضيكم و دولتكم و أن تظلوا شعبا سوريا واحدا لا طوائف مفككة !
و من العار أن يتفاعل أي سوري أو عربي على صفحته سواء بالإعجاب أو دعم إيجابي بالتعليق أو المشاركة لكلماته و مقاطعه كصورة من صور دعم طائفته علوية أو درزية أو كردية أيا كانت !!
هذه خيانة لا مسمى لها غير ذلك !
طائفتك جزء من نسيجك الوطني ، يوم تقرر أنت أن تعلوا بها فوق وطنك الأم ، أنت إذن تلوث طائفتك و تسقط بها في بئر الخيانة !
فلا تستجيبوا لنداء الأقليات و المكونات المنفصلة ، فلا تنسوا أنه و الإحتلال مَن اعترفوا بإسقاط بشار الأسد ليأتوا إليكم بهذا الجولاني و حكومته التي تسعى دوما لتهديدكم !
هل نسيتم ؟
الرّاعي يحافظ على قطيعه و يحميه ليأكله هو وحده ..
لا إنسانية في الإحتلال الذي ضرب جيشكم و دمر سلاحكم و قصف أراضيكم و سرق جولانكم تحت اعتراف الترامب الأمريكي أنه أهدى هضبة الجولان مجانا للقيطة الصهيونية ربيبتهم .
و انظروا إلى تصريح وزير دفاعهم الصهيوني كاتس أنهم لن يتحركوا قيد ميلليمتر واحد خارج سوريا دولتكم !
و اللوم الشديد على كل إعلامي عربي و كل قلم سياسي نزيه تقاعس عن مشاركة السوريين آلامهم و تخلى عنهم ليتاجر بأوجاعهم هذا الصهيوني الماكر ....
تحت أي سبب أو ظرف ...
فاهتمامكم فقط بفلسطين وحدها أو لبنان وحدها هو محض تجميل لوطنيتكم لا أكثر !
فقضايا الهم العربي لا تتجزأ ، و لم يكن جمال عبد الناصر ليرتكب مثل هذا الجرم الفظيع ، و التاريخ يشهد أن جمال عبد الناصر اهتم بكل بقعة و شبر في الوطن العربي و القارة الإفريقية و العالم الإسلامي ...
حتى استمع له ثوار آسيا أيضا و أمريكا اللاتينية ..
ادعموا سوريا و تحدثوا عن معاناة شعبها و آلامه ، نحن الأشقاء في أمة واحدة عربية إسلامية ، نحن الشركاء في وطن عربي واحد له مصير واحد .
احملوا الأمانة كما يجب على كل شريف أن يحملها .
#نقاش_دوت_نت
سوريا الكبرى، العلويين، الدروز، المسيحيين، الأكراد
