داود عبد السيد مخرج فيلم " الكيت كات " راح للشيخ حسني
رحيل مخرج بدرجة فيلسوف
بعد صراع مع المرض غيب الموت اليوم المخرج السينمائي المصري داود عبد السيد عن عمر يناهز 80 عامًا، بعد مسيرة فنية متميزة شكّلت أحد أكثر المشاريع الفكرية عمقًا وتأثيرًا في تاريخ السينما المصرية الحديثة.
اذاع خبر وفاته زوجته على منصة فيسبوك قائلة:" رحل اليوم أغلى ما عندي زوجي وحبيبي".
داود عبد السيد صاحب الوعي العميق بالسينما والفنون وبناء المعني للحياة في وطن مجروح بالتخلف المركب .
وُلد عبد السيد في القاهرة عام 1946، وتخرّج في المعهد العالي للسينما (قسم الإخراج) عام 1967، وبدأ مشواره مساعدًا لعدد من كبار المخرجين، قبل أن يختار مبكرًا مسارًا مستقلًا خارج التيار السينمائي السائد.
قدّم في بداياته مجموعة من الأفلام التسجيلية اللافتة، من بينها: «وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم»، «العمل في الحقل»، و«عن الناس والأنبياء والفنانين»، واضعًا منذ البداية ملامح سينما منحازة للواقع والأسئلة.
وفي السينما الروائية، صنع أعمالًا تحوّلت إلى علامات فارقة، من بينها: «الصعاليك»، «البحث عن سيد مرزوق»، «الكيت كات» (عن رواية «مالك الحزين» لإبراهيم أصلان)، «أرض الأحلام»، «سارق الفرح»، «أرض الخوف»، «مواطن ومخبر وحرامي»، و«رسائل البحر».
أهالي الكيت كات كانوا بيحضروا كواليس تصوير الفيلم، علشان يشوفوا الشيخ "محسن" أو "حسني" حسب اسمه في الفيلم..وإزاي محمود عبد العزيز بيقدمه.
داود عبد السيد، قال، إن محمود تماهي مع الشخصية تماما، كل منهما عبر عن الآخر، لدرجة إنه كان يمسك إيده أحيانًا لشعوره للحظات إنه كفيف فعلًا
حصدت أفلامه عشرات الجوائز العربية والدولية، من بينها الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي، والجائزة الذهبية من مهرجان دمشق، إلى جانب جوائز الإخراج والسيناريو، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون (2004)، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون (2012).
وقال أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق
ستفقد السينما المصرية أحد أعظم مبدعيها، المخرج الكبير داود عبد السيد. أعماله الخالدة، التي شكّلت مدرسة فنية خاصة في الرمزية، بدأت ملامحها منذ عمله مساعدًا للمخرج في فيلم الأرض، ثم نضجت وتألقت في روائع سينمائية متميزة مثل الصعاليك، الكيت كات، البحث عن سيد مرزوق، أرض الخوف وأرض الأحلام، والتي تولّى إخراج بعضها وشارك في كتابة عدد منها. تلك الأعمال وغيرها ستظل محفورة في ذاكرة السينما المصرية، شاهدة على فكره العميق، وفنه الرفيع، وإبداعه المصري الأصيل.
ونعى الدكتور عمار علي حسن المخرج الراحل فقال :
برحيل المخرج الكبير الأستاذ داود عبد السيد تكون صفحة مهمة من تاريخ السينما المصرية قد طويت.
قابلت الرجل قبل سنوات قليلة في لقاء سياسي، وسألته عن حاله مع السينما، فوجدته حزينًا قانطًا دون حنق أو حقد لأنه لا يجد إنتاجًا لسيناريوهات تحمس لها، وبدا لي وقتها أن مستقبله قد بات خلفه، مع تغير اتجاهات الإنتاج والتوزيع.
كان داود عبد السيد لا يقبل أي سيناريو عابر، ولا يخرج أي فيلم لمجرد الوجود على الساحة، أو كسب المال، إنما كان يُحسن الاختيار، ويعمل باقتدار، حسبما رأينا في فيلمه الفارق "الكيت كات".
رحم الله داود عبد السيد، فقد خسرنا برحيله واحدًا من أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية المديد.
#نقاش_دوت_نت
داود عبد السيد ، الكيت كات رسائل البحر ، سارق الفرح ، أرض الخوف، مواطن ومخبر وحرامي
