من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

لماذا نتزوج؟ "بين زينة الفرح وتحديات العلاقة"

دكتورة/ منيرة المسباح
لماذا نتزوج؟

 العلاقه الزوجية من أقدس العلاقات على مر الأزمان ورغم تعدد الأديان إلى أنه لم يغفل أي دين أو مذهب عن سن القوانين والتشريعات التي تنظم وتحفظ الحقوق والواجبات الزوجية، في مجتمعاتنا غالبا ما ننشغل ونبذل قصارى جهدنا لتجهيزات ليله الزفاف، اكثر مما نستعد للحياة الزوجية فعليا، نفكر في أدق تفاصيل الليلة: (المدعوين، القاعة، الاحتياجات) ونغفل عن الانشغال بتجهيز أنفسنا نفسيا وجسديا لتلك العلاقه التي في أصلها الدوام، ونقع في فخ جهل معرفه الطرف الآخر ومواجهة تحديات وظروف الحياة، ويبقى السؤال الجوهري غائبا عن الأذهان. لماذا نتزوج؟  

*هل نبحث عن من يكملنا؟

*هل اكمالا لنصف الدين كما يقال؟

 *هل بسبب الخوف من شبح العنوسة؟

 *هل نبحث عن من يرمم جروح الطفولة ويعوض النقص فينا؟

 هنا وكوني لايف كوتش واخصائي في الصحه النفسيه سأتناول الموضوع من الناحيه النفسية، بعيدا عن صخب تحضيرات ليله الزفاف وتكاليفها وغلاء المعيشه، هي بناء رحله مختصره لإعاده اكتشاف العلاقة الزوجية كرحلة اختيار واعي تبدأ من أعماقنا.

"الزواج الواعي ليس لإيجاد شخص يكمل نقصك، بل لمشاركة كمالك مع شخص آخر". حكمة معاصرة 

من منا كان قرار زواجه ناتج عن وعي، واحتياج فعلي بعيدا عن تقاليد المجتمع؟ الزواج الواعي يتجاوز فكرة مراسم اجتماعية، هو قرار نابع عن نضج نفسي دون تحكم المشاعر اللحظية فيه، ولكي نصل إلى علاقة زوجية ناجحة لابد من التركيز على نقاط معينة، وهي كالتالي:

 اولا: "الوعي الذاتي" أن ندرك احتياجاتنا الفعلية، وما هي مواطن الضعف والقوه فينا، وهل نحن فعلا مستعدين لخطوه الارتباط، هل هناك جروح نفسيه اخذت العقل اللاواعي نحو اختيارات عشوائية، ظنا بانها العلاج او الهروب. الزواج الواعي يبدأ بإدراك الطرفين ان السعادة مسؤوليه كل شخص على حدا، وان شريك حياته هو رفيق وانيس رحله، وليس مكمل لنقص، وهنا أنصح المقبلين على الزواج بجلسه صراحه مع النفس وتدوين الاحتياجات الفعليه، وتسمية المشاعر بمسمياتها الصحيحة، والتعمق في النفس، والالتحاق بالدورات التدريبية التي تساعدنا على فهم أنفسنا بوعي.

 ثانيا: التوافق الفكري والقيمي

في غالبية مجتمعاتنا العربيه يتم التركيز على التوافق الطبقي والمادي، لكن علاقه الزواج الواعية تتطلب إلى ما هو أبعد من المظاهر، تتطلب مناقشه مواضيع مؤثره فعليا بالعلاقة الزوجية، مثل: إدارة الحياة الزوجية من الناحية المادية، تربية الأولاد، الحدود الشخصية حتى مع الأطراف الخارجية، الطموح، الأهداف المستقبلية.

 ثالثا: النظر في النزاعات كفرصة للنمو وفهم الشريك

 الزواج الواعي يتطلب إدراك الزوجين أن الخلاف أمر وارد، يرجع إلى جوانب نفسية بحاجه إلى تفهم وتطوير، الوعي يستبدل اللوم وسوء الفم بلغة ناضجة أكثر، وذلك للتعبير عن الاستياء او الاحتياج بأسلوب غير جارح، مثلا استخدام جمله :شعرت بأنك" بدلا عن "أنت السبب".

 رابعا: تدخلات الأهل 

تعد تدخلات الأهل من أكبر التحديات التي تواجه العلاقة الزوجي، تدخل مثلث العلاقات (الأهل، الأصدقاء،المجتمع)، في الزواج الواعي يدرك كلا الطرفين، مدى قدسية وخصوصية العلاقة، وعدم السماح بضغوطات مثلث العلاقات من أن يزيد من حدة التوتر والنزاعات الزوجية، ومنها العادات والتقاليد المرهقة.

     قبل الزواج اسال/ي نفسك هل أنا مستعد لمشاركة حياتي مع إنسان آخر قد يحمل أخطاء؟ أم ما رسمته في مخيلتي لن اتنازل عنه؟

 هل رغبتي بالزواج نابعة عن وعي وادراك؟ أم خوف من الوحده وكلام الناس؟

 وهنا قبل أن أختم، يجب أن أنوه أن فتره الخطوبة فترة مهمة جدآ في تحديد مسار العلاقة إن أحسنا استغلالها، فهي ليست للخروجات، وعيش لحظات الحب، والتجهيز لليلة الزفاف فقط، هي فرصة لاكتشاف شريك الحياة (أفكاره، قيمه، عاداته، تعامله مع الضغوطات، أهدافه) ويجب أن يتم مناقشة كيفية إداره الأزمات والعقبات التي قد تواجه الحياة الزوجية، وعدم ترك الأمر للظروف.

 ختاما:

الزواج الناجح الذي يمتلك فيه الطرفان وعيا ونضجا كافيا لمواجهه التحديات وحلها دون خسائر، وليس ذاك الذي يخلو من التحديات.

لايف كوتش معتمد

اخصائي ارشاد أسري وزواجي


#نقاش_دوت_نت 

التوافق الفكري، تدخلات الأهل، الحياة الزوجية، ليلة الزفاف، الوعي الذاتي