من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

لا أحد

سعيد إبراهيم زعلوك
لا أحد


كلُّ ما حولي خرابْ،

مدينتي صارتْ يبابْ،

حتى الأذانُ تأخّرَ

عن شُرفاتِ السحابْ.


لا أُحِيطُ الآنَ عِلمًا

كيف ضاعتْ كلُّ الأسبابْ،

أينَ أهلُ الدارِ؟

أينَ ضحكةُ الأحبابْ؟

كان للطرقِ أكتافٌ

تحملُ الخطوَ إذا مالْ،

وكان للّيلِ يدٌ

تُعيدُنا

حين نضيعُ بلا مآبْ.


ثم صرنا نسألُ الجدرانَ

عن معنى الخرابْ،

فتشيرُ للصمتِ

وتبتسمُ

كأنّ السؤالَ هو الجوابْ.


وفي آخرِ المشهدِ

لم أخرجْ من المدينةِ،

هي التي خرجتْ منّي

بلا إيابْ.

صارتِ البيوتُ مرايا غبارْ،

أدخلها

فأرى أعمارًا لم أَعِشْها

تتكسّرُ

على حافّةِ السرابْ.


الخرابُ

لم يكن حجرًا ولا بابْ،

كان فكرةً سوداءَ

تعلّمتْ كيفَ تنامُ في القلبِ

وتصحو

بلا أسبابْ.


وحين أغلقتُ البابَ الأخيرْ،

لم أبحثْ عن صوتٍ

ولا عن أحبابْ،

فالذين مضَوا

تركوا المدينةَ

تتهجّى اسمها

بحروفِ الغيابْ.


#نقاش_دوت_نت 

شرفات السحاب، أهل الدار، ضحكة الأحباب، حافة السراب