هل المرأة الأكثر جمالا هي بالضرورة الأكثر أنوثة؟

يربط البعض بين الأنوثة والجمال، وفي الحقيقة الفرق كبير بين الاثنين، فالجمال حالة جسدية ترى بالعين المجردة، أما الأنوثة فهي حالة شعوية لا ترى بالعين، لكنها ترى بالقلب، فهي حالة حسية شعورية يستشعرها الإنسان وفي الوقت الذي تستهلك فيه كثير من النساء طاقتها ووقتها ومالها في السعي وراء الجمال، فإن الأنوثة تكاد تكون أسهل وأقرب وأقل تكلفة من الجمال .

وهذا لا يعني أن الجمال غير مهم ، أو غير ضروري، بل هو قيمة عليا من قيم الإنسان الروحاني، ولأن المرأة مخلوق روحاني، لذلك فهي في رحلة بحث دائمة عن الجمال 

لكن المقصود بأن الجمال بدون أنوثة سيكون صوريا خاليا من التأثير الحقيقي.. سيكون من الرائع النظر إلى هذا الوجه القمري لكن أتمنى ألا تفتح فمها بالكلام حيث ان المخبر ليس كالمظهر، فالمظهر ناعم، لكن المخبر قاس، المظهر يقرب في حين أن المخبر يبعد، فهو متعال متكبر يتبنى العنف بمختلف أنماطه اللفظي والجسدي. 

أما تلك التي تجمع بين الجمال الذي يشكل جزءًا صغيرا من أنوثة الداخل وبين الأنوثة الداخلية العميقة التي هي أساس الأنوثة  فهي الأنثى الكاملة التي نطمح إليها. 

ومن الفروقات بين الأنوثة والجملة، هي أن الجمال نسبي يمكن تصنيفه، فهناك الجمال الآسيوي، وهناك الجمال الأفريقي، وهناك الجمال العربي والغربي وغيره من مدارس للجمال،  وما قد يعجبك من جمال قد لا يعجب غيرك، 

ولذلك من الخطأ إطلاق مسمى مسابقة جمال الكون أن يطلق على الفائزة "ملكة جمال العالم " فهل هناك إجماع بشري على أن هذه المرأة هي الأجمل؟ طبعا لا ،ويستحيل أن يحدث إجماع تام على شكل واحد من أشكال الجمال  .

فلكل إنسان ذائقته الجمالية الخاصة به، أما الأنوثة فهي حالة شعورية يفهمها العربي والغربي ويفهمها الصيني كما الأوروبي، فالانوثة تكاد تكون لغة واحدة لأنها تلهم جميع القلوب حتى لو لم يفهم الجالس أمامها اللغة التي تتحدث بها حتى لو لم يعجب الناظر لها بجمالها الجسدي الخارجي لكن طاقة الأنوثة التي تنتشر في أجواء المكان سيكون لها تأثير السحر الذي يستقطب انتباه الجالسين جميعا، وهي قوة ناعمة تفرض من خلالها المرأة وحودها وحضورها. 

ومن الفروق بين الجمال والأنوثة أن الجمال الجسدي له عمر زمني أو بيولوجي ويبدأ في التناقص، أما الأنوثة فواحدة تمتد عبر مراحل عمر المرأة. 

والجمال بإمكانه أن يفتح الباب لتكوين علاقات مهمة  لكنه لا يضمن استمرارها بانسجام واتزان، أما الأنوثة فهي تضمن القدرة على الاستمرار في العلاقات  حتى في التربية فالأنوثة حالة ضرورية ومطلب أساسي .

الجمال، الأنوثة، التقدم في العمر، ملكة جمال العالم، المظهر، المخبر