أم كلثوم على الشاشة.. فنانات جسّدن «كوكب الشرق» من صابرين إلى منى زكي

بالتزامن مع اقتراب نهاية العام، الذى يتوافق معه ذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم في 31 ديسمبر، يعود اسم «الست» ليتصدر المشهد الفني من جديد، مدفوعًا بالإعلان عن فيلم «الست» الذي تقدم من خلاله النجمة منى زكي السيرة الذاتية لواحدة من أعظم أيقونات الغناء العربي، في عمل يعيد فتح ملف تجسيد أم كلثوم على الشاشة، ومحاولات الاقتراب من شخصية استثنائية صنعت وجدان أمة بأكملها.

وعلى مدار عقود، شهدت الدراما والسينما المصرية محاولات متعددة لتجسيد شخصية أم كلثوم، تنوعت بين الأعمال السيرية الكاملة، والظهور الدرامي الخاص، والمعالجات الرمزية، لكل منها رؤيتها وحدودها الفنية.

صابرين.. التجربة الأيقونية الأبرز

يظل مسلسل «أم كلثوم»، الذي عُرض عام 1999، التجربة الأشهر والأكثر اكتمالًا في تقديم سيرة كوكب الشرق، حيث جسدت الفنانة صابرين الشخصية في عمل من إنتاج التليفزيون المصري – قطاع الإنتاج.

وتميّز الأداء بالاعتماد على تدريب صوتي دقيق، وتحول شكلي لافت، إلى جانب التزام درامي بتفاصيل الرحلة منذ الطفولة وحتى الوصول إلى قمة المجد، ما جعل العمل مرجعًا أساسيًا لأي محاولة لاحقة.

فردوس عبد الحميد.. حضور درامي مكمل

شاركت الفنانة فردوس عبد الحميد في مسلسل أم كلثوم (1999) من خلال مشاهد درامية ركزت على الجوانب الإنسانية للشخصية في مراحل محددة من حياتها، وقدّمت معالجة هادئة ومتزنة أضافت بعدًا نفسيًا مكملًا للصورة العامة التي رسمها العمل.

سلوى عزب.. أم كلثوم في عالم العندليب

في مسلسل «حليم»، الذي عُرض عام 2006، ظهرت الفنانة سلوى عزب مجسدة شخصية أم كلثوم ضمن السياق الدرامي لسيرة عبد الحليم حافظ، حيث جاء الظهور محدود المساحة لكنه مؤثر، حيث ركز على إبراز مكانة أم كلثوم وهيبتها الفنية داخل الوسط الغنائي، دون التوسع في تفاصيل سيرتها الذاتية.

سلوى غريب.. كاريزما الصوت والمشهد

قدّمت الفنانة سلوى غريب شخصية أم كلثوم في عدد من الظهورات الخاصة داخل أعمال درامية وسينمائية خلال بدايات الألفية، مستندة إلى قدراتها الصوتية وحضورها القوي، خاصة في المشاهد الغنائية التي تطلبت محاكاة الأداء الكلثومي.

رودينا.. استدعاء الرمز في سياق حديث

في أعمال فنية قصيرة ومشاهد درامية عُرضت خلال العقد الثاني من الألفية، جسدت الفنانة رودينا شخصية أم كلثوم في إطار رمزي، ركز على استحضار الشكل العام والكاريزما، أكثر من تقديم سيرة ذاتية تفصيلية، بما يتناسب مع طبيعة الأعمال التي ظهرت من خلالها.

ياسمين رئيس.. مقاربة معاصرة غير تقليدية

قدّمت الفنانة ياسمين رئيس، عام 2018، معالجة مختلفة لشخصية أم كلثوم من خلال مشاهد درامية وسينمائية، لم تعتمد على التقليد المباشر، بل على استلهام الروح والتأثير، وهو ما أثار نقاشًا نقديًا حول حدود تجسيد الرموز التاريخية برؤية حداثية معاصرة.

منى زكي.. «الست» بقراءة سينمائية جديدة

يُعد فيلم «الست»، المقرر عرضه عام 2024، أحدث وأجرأ المحاولات لتجسيد كوكب الشرق، حيث تخوض النجمة منى زكي التجربة من منظور سينمائي مختلف، يركز على الجوانب الإنسانية والنفسية للشخصية، بعيدًا عن السرد التوثيقي التقليدي.

ويعتمد الفيلم على لغة بصرية معاصرة تسعى لتقديم أم كلثوم كإنسانة واجهت ضغوط القمة بقدر ما كانت أيقونة فنية خالدة.

أسطورة لا تتكرر

ورغم تنوع المحاولات واختلاف الرؤى، تظل شخصية السيدة أم كلثوم واحدة من أصعب الشخصيات التي قُدمت على الشاشة، حيث تتجاوز كونها مطربة لتصبح رمزًا ثقافيًا وتاريخيا معا.

ومع كل عمل جديد يتجدد الجدل، ويتأكد أن «كوكب الشرق» ستظل حالة فنية استثنائية، لا تتوقف عند زمن ولا تُختصر في عمل واحد.

#نقاش_دوت_نت 

أم كلثوم، الست، منى زكي، صابرين، فردوس عبدالحميد، سلوى عزب