من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

عام 2025م : مفترق طرق ديموجرافي في إسرائيل

نيفين أبو حمدة
عام 2025م : مفترق طرق ديموجرافي في إسرائيل


نشر المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي مجموعة معطيات تتعلق بالتركيبة السُكاني في إسرائيل، بمناسبة بداية السنة الميلادية الجديدة؛ حيث أظهرت تراجعًا ملحوظًا في نسب الهجرة ومعدل النمو السكاني حيث غادرها نحو 70 ألف إسرائيلي إلى الخارج، وعاد 19 ألفًا، وانخفض عدد المهاجرين الجدد بنسبة 25% عن العام الماضي 2024م.

   بلغ عدد سكان إسرائيل حوالي 10,178,000 نسمة حتى 31 ديسمبر 2025م، بزيادة قدرها 112 ألف نسمة في نهاية عام 2024، وبمعدل نمو بلغ 1.1%، وهو نفس معدل النمو السكاني في العام الماضي، ووُلد حوالي 182 ألف طفل في إسرائيل خلال عام 2025م ، 76% منهم لأمهات يهوديات، و24% لأمهات عربيات. 

     ويُظهر تقرير المكتب المركزي للإحصاء المُعد لبيانات الهجرة عام 2025م عجزًا في ميزان الهجرة؛ حيث غادر 69 ألف مقيم إلى الخارج، مقابل عودة 19 ألفًا فقط، ما يجعل ميزان الهجرة إلى إسرائيل "سالب" 50.3 ألف. كما انخفض عدد المهاجرين الجدد إلى إسرائيل مقارنةً بعام 2024م، حيث بلغ عام 2025م حوالي 24 ألفًا؛ أي أقل بـ 8 آلاف عن العام الماضي بنسبة تقارب 25%.

أزمة مؤقتة أم اضطراب ديموجرافي

وفقًا لتقرير"حالة الأمة" في عام 2025م الصادر عن مركز "تاؤب" في آخر أيام العام، أن معدل النمو السكاني الإجمالي في إسرائيل عام 2025م أقل من المعتاد ؛ حيث ولأول مرة في إسرائيل منذ 1948م، يُبلغ معدل النمو السكاني في إسرائيل 0.9% فقط، وهو رقم غير مسبوق، ويُشير إلى تغيير جذري في التركيبة السكانية؛ ويعود ذلك أساسًا إلى استمرار الهجرة السلبية.

   حيث جاء التغير في أنماط الهجرة من أبرز نتائج التقرير؛ حيث سُجّل عجز في الهجرة بلغ نحو ٢٦ ألف شخص عام 202م ، واتسع هذا العجز عام 2025م ليصل إلى نحو ٣٧ ألفًا، وهو العام الثاني على التوالي الذي يفوق فيه عدد المغادرين من إسرائيل عدد المهاجرين إليها وهي ظاهرة نادرة وغير مسبوقة. ويأتي الجزء الأكبر من المهاجرين من الإسرائيليين ممن ولدوا خارجها ومن غير اليهود وفقًا للشريعة اليهودية (الهالاخاه)، ولكن لوحظ أيضًا ازدياد مطرد في هجرة الإسرائيليين المولودين فيها، كما يتناقص عدد المهاجرين إلى إسرائيل ليسجل أدنى مستوياته في العِقد الماضي.

   وجاءت وراء هذا الرقم صورة قاتمة لانخفاض الإنتاجية في جميع القطاعات تقريبًا، وارتفاع حاد في عدد الوفيات، وتحول تاريخي في أنماط الهجرة، وانخفاض ملحوظ في معدلات الخصوبة لدى النساء اليهوديات واليهوديات المتدينات والعربيات على حد سواء، وتشير جميع بيانات الدراسة إلى تغيير ديموجرافي عميق يُتوقع أن يؤثر على الاقتصاد والصحة والتعليم لعقود قادمة.

     وُيمثل هذا تحولاً جوهرياً في النمو السكاني في إسرائيل؛ حيث كان ما لا يقل عن 80% من النمو السكاني السنوي في إسرائيل في العقدين السابقين لجائحة كورونا ناتجًا عن الزيادة الطبيعية، والباقي عن الهجرة الصافية إلى إسرائيل.

  جدير بالذكر أن البيانات التي أصدرها المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء بمناسبة عيد الاستقلال في مايو 2025م ؛ أظهرت أن نحو 45% من يهود العالم اليهود يعيشون في إسرائيل، ويُشكل اليهود المولودون في إسرائيل نحو 80% من اليهود الإسرائيليين، وأنه من المتوقع أن يصل إجمالي عدد سكان إسرائيل إلى نحو 11.1 مليون نسمة عام 2030م، وإلى نحو 13.2 مليون نسمة عام 2040م، وفي الذكرى المئوية لإعلان قيام إسرائيل عام 2048م، يُتوقع أن يصل عدد سكانها إلى نحو 15.2 مليون نسمة.

31 _ 12- 2025م

#نقاش_دوت_نت 

سكان إسرائيل، بيانات الهجرة، اضطراب ديموجرافي