من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

ما يشبه الحكاية

سعيد إبراهيم زعلوك
ما يشبه الحكاية


ما يشبهُ الحكايةِ…

هو أنا؛ أفتّش عن صدى ضحكتك

في أروقةِ الغيابِ والضوء،

وألمسُ أطرافَ الأيام

كما يلامسُ القلبُ سرَّ روحٍ يعرفها وحده.


وهو أنت؛

تطرقُ أبوابَ القلبِ بصمتٍ

يفهمه الليلُ كما يفهمُ طيفَ نجمةٍ وحيدة،

وتمضي الريحُ باسمك

على جدرانٍ أضناها الانتظار.


وهو الجميع؛

يحملون جراحَهم كقطعِ زجاج،

ويبتسمون كأنَّ السماءَ صافية،

ويزرعون شيئًا من نورهم

في زوايا قلبٍ أرهقته الطرقات.


وهو لحظةُ ضوءٍ تهبطُ من القمر

فتنقشُ على الجدار أسرارَ الوجود،

وهمسُ الريحِ في الأغصان

يحدّثني عن طيورٍ منسيّة،

وعن حنينٍ لأشياء

لم نرها بعد

ولا تزال نائمةً في جيوب الزمن.


وهو حلمٌ ساكنٌ في صدورنا،

يستيقظُ كلَّ فجرٍ مع صوت المطر،

فرحةٌ صغيرة تختبئُ خلف السقف،

ودمعةٌ تحبُّ أن تبقى خفيّة،

وكلمةٌ تُقال بلا صوت

فتفهمها الأرواحُ قبل أن تُنطق.


هو نغمةٌ عابرةٌ على أوتار القلب،

موسيقى لم تُسمَع بعد،

سؤالٌ بلا جواب،

حبٌّ بلا عنوان،

طريقٌ طويلٌ تحت المطر،

وصمتٌ يقولُ ما لا يقوله الكلام.


هو أنا… وهو أنت… وهو الجميع،

نسمةُ زمنٍ تمرُّ بنا

كما يمرُّ الضوءُ بين الأشجار،

تأخذنا إلى الحكايات

التي لم تُروَ بعد.


اللهمَّ، اجعل في قلوبنا نورًا،

وفي أعيننا بصيرةً تتسلّل بين الغيوم،

واجمعنا دومًا على الصفاءِ والحب،

وارزقنا فهمًا لأعمقِ الحكايات،

وحياةً نعيشُها كأوراقٍ خفيفةٍ في نسيمك،

تطير بلا خوف،

وتعودُ دائمًا إلى دفءِ يديك.


#نقاش_دوت_نت